أصبح الشغل الشاغل للنجم الألماني سيباستيان فيتيل عقب فوزه المدو بثلاثة سباقات من أصل أربعة بالموسم الحالي من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا -1 هو تهدئة الآمال العظيمة المعلقة عليه.
وقال حامل اللقب عقب فوزه بسباق الجائزة الكبرى التركي أمس الأحد متقدما على زميله الأسترالي بفريق ريد بول مارك ويبر: "من الجيد أن تجمع أكبر عدد من النقاط في كل سباق. ولكن الطريق (نحو اللقب) طويل للغاية وقد رأينا في الموسم الماضي كيف يمكن للأمور أن تتغير سريعا".
ففي موسم 2010 ، كاد الأسباني فيرناندو ألونسو سائق فريق فيراري الإيطالي يحرز اللقب بعدما كان متخلفا بفارق 47 نقطة عن المتصدر وقتها لويس هاميلتون (سائق فريق ماكلارين) بعد مرور السباقات العشرة الأولى بالموسم من أصل 19 سباقا ، بينما كان فيتيل متخلفا بفارق 21 نقطة عن البريطاني هاميلتون.
وحقق فيتيل هذا الموسم بداية مثالية ببطولة العالم بعدما أحرز ألقاب ثلاثة سباقات من سباقات الموسم الأربعة حتى الآن بينما أحرز المركز الثاني في السباق الرابع. هذا بخلاف فوزه بمركز الانطلاق الأول في جميع السباقات الأربعة مما وضعه على الطريق الصحيح للدفاع عن لقبه ببطولة العالم حيث يتصدر حاليا الترتيب العام للسائقين لهذا الموسم بفارق 34 نقطة أمام أقرب منافسيه هاميلتون.
وقال فيتيل: "البداية الجيدة للموسم دائما ما تساعدك ولكن الطريق مازال طويلا أمامنا. لقد خضنا أربعة سباقات فقط من أصل 19 سباقا ، وبوسعكم أن تحسبوا عدد النقاط التي مازال علينا جمعها. لذا علينا أن نحافظ على تركيزنا".
وأضاف: "لاشك في أننا سنحاول أن نفوز دائما وسنحاول دائما أيضا أن نكون أفضل من الفرق الأخرى ولكنني أعتقد أنك ستجد شخصا ما في مرحلة ما سيقوم بتلقينك درسا وسيصعب عليك الأمور وبل ويتغلب عليك أيضا".
وتابع فيتيل: "لا أعتقد أننا لدينا أي وقت للراحة أو للتفكير في أن كل شيء تحت السيطرة".
ولكن آخرين كانوا أقل تواضعا في وصفهم لسيطرة فيتيل على منافسات الموسم.
حيث كتبت صحيفة "لا جازيتا ديللو سبورت" الإيطالية اليوم الاثنين: "إذا استمر فيتيل على هذا النحو فلن نتساءل وقتها عما إذا كان سيصبح بطلا للعالم وإنما متى سيتوج باللقب".
ولم تختلف صحيفة "بيلد" الألمانية كثيرا مع نظيرتها الإيطالية في تقييم الموقف حيث تساءلت: "هل يمكن أن يحسم فيتيل لقب بطولة العالم أسرع من شوماخر؟" في إشارة إلى فوز بطل العالم السابق مايكل شوماخر بلقب بطولة العالم عام 2002 في السباق الحادي عشر بالموسم الذي كان يضم 17 سباقا.
وازدادت المخاوف من أن يتحول موسم 2011 إلى موسم ممل بعد التحول الدرامي لفريق ريد بول في سباق اسطنبول.
ففي العام الماضي ، تعرض فيتيل وويبر لحادث تصادم بينما كانا يتصارعان على صدارة السباق لتتوتر العلاقة بينهما. ولكن الفريق نجح بعدها في استعادة توازنه ليحرز لقب بطولة العالم على مستويي الفرق (الصانعين)والسائقين في نهاية الموسم.
ويرى البعض الآن أن إحراز السائقين نفسيهما المركزين الأول والثاني على نفس المضمار قد يجعل من ريد بول الفريق الذي لا يقهر.
وكتبت صحيفة "دايلي تيليجراف" البريطانية: "لقد أحرز ريد بول لقب بطولة العالمي على مستوييها في ذروة موسم 2010 المثير. أما القلق الذي أصبح ينتاب خصومه الآن بعد مرور أربع سباقات فقط من عمر هذا الموسم هو أن تكون الخبرة التي جناها الفريق من حملته القوية بالموسم الماضي سببا في تحول هذا الموسم إلى نتيجة محسومة".
وقال كريتسيان هورنر مدير فريق ريد بول: "إنني أهنيء الفريق على ما حققه ، فلاشك في أنه تخلص من أشباح العام الماضي".
وكانت النقطة السلبية الوحيدة في مشوار فيتيل باسطنبول خلال الأيام القليلة الماضية هي تعرضه لحادث تصادم خلال التجربة الحرة الأولى للسباق يوم الجمعة الماضي ، إلى جانب أنه لم يتمكن من احتساء الشامبانيا كما يريد على منصة التتويج لأن السائق الألماني /23 عاما/ أقل بعام واحد من السن القانوني لتناول المشروبات الكحولية في تركيا.
من ناحية أخرى ، كانت السعادة غامرة بالنسبة لويبر وألونسو أمس بعدما حققا أفضل نتائج لهما بالموسم حتى الآن وبعد صراعهما المثير على المركزين الثاني والثالث في اسطنبول.
وقال ألونسو: "أخيرا بدأنا نستمتع بالتسابق من جديد وبدأنا نستمتع بالصراع على مراكز منصة التتويج".
وكان على فريق ماكلارين أن يلملم جراحه هذه المرة فقد اكتفى هاميلتون ، الذي تفوق على فيتيل ليحرز لقب السباق السابق بالصين ، باحتلال المركز الرابع أمس بعدما تعرض لمشكلة في نقطة توقف فريقه بمضمار "اسطنبول بارك" بينما حل سائق الفريق الآخر جنسون باتون في المركز السادس.
ومع ذلك فقد حافظ هاميلتون على تفاؤله قائلا: "مازال المركز الرابع جيدا ، كما أننا مازلنا في المركز الثاني ببطولة العالم".