سيدخل الاسباني رفائيل نادال بطولة فرنسا المفتوحة للتنس هذا العام دون أن تحيط به هالة البطل الذي لا يقهر في ظل التهديد الذي يمثله الصربي نوفاك ديوكوفيتش بايقاف سعيه نحو معادلة الرقم القياسي للبطل السويدي السابق بيورن بورج الفائز بستة ألقاب في باريس.
وحقق ديوكوفيتش مسيرة مذهلة منذ بداية العام بفوزه في 37 مباراة متتالية بينها انتصاران متتاليان على نادال المصنف الأول عالميا على ملاعب رملية وهو ما يعني أنه للمرة الأولى منذ 2005 لن يكون اللاعب الاسباني مرشحا فوق العادة للفوز في رولان جاروس.
ومنذ ظهور نادال للمرة الأولى على الساحة بعضلاته المفتولة البادية أسفل قمصان بلا أكمام لم يخسر إلا مرة وحيدة في البطولة الفرنسية.
ولطالما وجد نادال وبطريقة رائعة الرد على كل تحد وقف في طريقه ليحقق خمسة ألقاب في فرنسا المفتوحة بسجل بديع انتصر خلاله 38 مرة وخسر مرة واحدة حين أثرت عليه الاصابة أمام السويدي روبن سودرلينج في دور الثمانية عام 2009.
لكن وبينما اقترب نادال من الرقم القياسي لبورج يبرز ديوكوفيتش كعقبة في طريقه فيها من القوة ما قد يعجز حتى نادال نفسه عن منعها.
وحقق ديوكوفيتش انتصارين على نادال في نهائي بطولتي مدريد وروما للأساتذة وهو الذي لم يهزمه من قبل قط على الملاعب الرملية لكنه نجح في ذلك بعد أن أبدل طريقة أدائه.
وفي روما بالتحديد كانت هناك أوقات بدا فيها ديوكوفيتش متفوقا كليا على نادال.
ويعتقد الامريكي جون مكنرو اللاعب الأول في العالم سابقا والفائز بسبعة ألقاب في البطولات الأربع الكبرى أن نادال عليه البحث عن استراتيجية جديدة.
وقال مكنرو للصحفيين هذا الأسبوع "أعتقد أنه سيعيد النظر في بعض الأفكار بخصوص الطريقة التي تعامل بها مع المباريات ضد ديوكوفيتش قبل المباراتين الأخيرتين. عليه المجازفة بشكل أكبر ووضع ديوكوفيتش في موقف دفاعي أكثر قليلا بدلا من تركه يسيطر على اللعب والاعتماد على ارتكابه للأخطاء."
وأضاف "بدا وكأنه اضطر للركض كثيرا (في مدريد وروما) وأنا واثق أن مدربه سيبحث عن طريقة أخرى. نادال واحد من أروع اللاعبين في تاريخ بطولة فرنسا المفتوحة والآن وجد نفسه يتعثر فجأة فيما كان يجيد فعله حين يلعب ضد ديوكوفيتش."
وحين فاز نادال على ديوكوفيتش ليحرز بطولة امريكا المفتوحة بدا من المستحيل تصور انه بعد أقل من تسعة أشهر سيصبح معرضا لخسارة صدارة التصنيف العالمي لصالح اللاعب الصربي المتألق.
وتقلص فارق من آلاف النقاط إلى 400 نقطة فقط ولو فاز ديوكوفيتش للمرة الأولى بلقب بطولة فرنسا المفتوحة فسيرتقي للقمة.
وقال مكنرو الذي لا يزال حذرا بشأن قدرة ديوكوفيتش على الفوز باللقب "أعتقد أن لعبتنا تعيش وقتا مثيرا. يمكنني القول إنه استطاع فرض نفسه كأحد المرشحين. فاز نادال باللقب خمس مرات ولا يزال من الصعب الفوز عليه.. لديه سجل غير عادي في بطولة فرنسا المفتوحة."
وبينما يستأثر ديوكوفيتش ونادال بالأضواء في بطولة فرنسا المفتوحة فان السويسري روجيه فيدرر الفائز باللقب عام 2009 سيجد نفسه في موقف نادر كلاعب يملك فرصا ضعيفة للتتويج في رولان جاروس رغم أنه يبقى منافسا خطيرا.
وفي العام الماضي خسر فيدرر وهو يحمل اللقب أمام سودرلينج في دور الثمانية وهذا العام تأثرت استعداداته للبطولة بخسارتين أمام يورجن ميلتسر وريشار جاسكيه.
وقال مكنرو عن فيدرر المصنف الثالث عالميا "أشياء كثيرة يمكن أن تحدث في البطولات الكبرى. فرصته في الفوز على كل من ديوكوفيتش ونادال في بطولة واحدة في مثل هذا الوقت من مسيرته ليست كبيرة تماما.. لكن لو حدث شيء لأحدهما ولم يستمرا كثيرا كما هو متوقع فإن روجيه يملك من الخبرة ما يكفيه للاستفادة من الموقف."
وقد يبرز البريطاني اندي موراي وصيف بطل استراليا المفتوحة كمرشح آخر في حين سيتحين سودرلينج وصيف البطل في رولان جاروس في العامين الماضيين والاسباني ديفيد فيرير الفرصة.
وتراجع موراي المصنف الرابع عالميا بصورة حادة بعدما سحقه ديوكوفيتش في نهائي استراليا المفتوحة لكن بدا أنه يستعيد ثقته في الوقت المناسب وكان قريبا من إنهاء مسيرة انتصارات ديوكوفيتش في قبل نهائي بطولة روما.