يسيطر الغضب الشديد على جماهير نادي أتلتيكو مدريد الأسباني لكرة القدم بسبب الرحيل الوشيك لأبرز ثلاثة لاعبين بالفريق الأول للنادي.
وكان مهاجم الفريق ونجم منتخب أوروجواي دييجو فورلان ، الذي سجل هدفي أتلتيكو في مرمى فولهام الإنجليزي في نهائي الدوري الأوروبي عام 2010 ، أعلن الأسبوع الماضي عن رغبته في الانتقال من أتلتيكو.
وأمس الأول الاثنين ، أعرب المهاجم الأرجنتيني سيرخيو أجيرو أيضا عن رغبته في مغادرة "استاديو كالديرون".
ولزيادة الأمر سوءا ، فقد أعلن سير أليكس فيرجسون المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي اليوم الأربعاء عن اقتراب ناديه من ضم حارس أتلتيكو الشاب ديفيد دي خيا أحد نجوم الفريق في الدوري الأوروبي عام 2010 أيضا.
وكان غضب جماهير أتلتيكو تجاه هذه التطورات واضحا اليوم من خلال المدونات الجماهيرية والمواقع الخاصة على شبكات الإنترنت.
وكتب أحد مشجعي أتلتيكو يتساءل: "من سيلعب لنا في الموسم المقبل؟ اللاعبون المتواضعون الذين اعتادوا على المستويات المتوسطة؟".
وعلق مشجع غاضب آخر على الوضع بقوله: "إن صفقات البيع هذه عار شديد. إنهم يبيعون أفضل لاعبي الفريق. ياله من مستقبل مشرق هذا الذي ينتظر الفريق...".
ولاشك في أن الرجل الذي يقف حاليا في قلب عاصفة الغضب بأتلتيكو هو رئيس النادي إنريكي سيريزو.
وبدأت تصرفات سيريزو تقلل من شعبيته في عام 2007 عندما باع قائد الفريق فيرناندو توريس لنادي ليفربول الإنجليزي.
وبعدها أصبح سيريزو مكروها بين غابية جماهير أتلتيكو عندما باع ملعب الفريق "استاديو كالديرون" إلى مجلس مدينة مدريد وبدأ يرتب لنقل الفريق بعيدا عن المدينة نفسها إلى الضواحي الشمالية الشرقية ، بعيدا عن القاعدة الجماهيرية التقليدية لأتلتيكو.
وأثار سيريزو المزيد من الغضب الجماهيري ضده قبل ستة أشهر عندما باع جناح الفريق المحبوب جماهيريا سيماو لنادي بشكتاش التركي.
وكتب أحد المشجعين الغاضبين اليوم يقول: "إن سيريزو هذا شخصية مثيرة للشك .. فهو سيبيع أفراد أسرته نفسها لو استطاع ذلك .. مكانه المناسب داخل السجن".
ودائما ما تطلق صفارات الاستهجان على سيريزو في جميع المباريات التي يستضيفها أتلتيكو على ملعبه بينما يحتاج عادة لحماية على مدار الساعة من حشد من الحرس الخاص.
وخطط بعض من جماهير أتلتيكو الغاضبة للاعتصام خارج ملعب "استاديو كالديرون" بداية من مساء اليوم وصاعدا اعتراضا على بيع أجيرو ودي خيا ، وذلك على غرار الاعتصامات السياسية التي شهدتها مدريد والعديد من المدن الأسبانية الأخرى خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وكتب مشجع آخر لأتلتيكو "إذا كانت الناس تعترض على الفساد الذي يشوب النظام السياسي ، فيجب علينا أيضا أن نعترض على الفساد في أتلتيكو".
وأكثر ما يخشاه جمهور أتلتيكو مدريد الغاضب أن يقوم سيريزو ببيع أجيرو إلى خصم النادي وجاره العملاق ريال مدريد ، وإن كان الأمر يبدو مستبعدا لأن فلورنتينيو بيريز رئيس ريال مدريد على الأرجح لن يود استثارة غضب جماهير أتلتيكو عليه بالإصرار على شراء المهاجم الأرجنتيني.
ولكن استطلاعا للرأي أجرته صحيفة "آس" المدريدية اليوم أظهر أن 53 بالمئة من قراء الصحيفة يعتقدون أن أجيرو سيذهب إلى ريال مدريد هذا الصيف.
وعلقت محطة "راديو ماركا" الإذاعية على الأمر اليوم بقولها: "لقد أنهى أتلتيكو الموسم الماضي من الدوري الأسباني في المركز السابع مع وجود دي خيا وفورلان وأجيرو بين صفوفه. فماذا سيحدث للفريق في الموسم المقبل عندما يكون هذا الثلاثي قد تم بيعه بالفعل؟".