هو ويمبلي دوما: فإذا كان جوسيب جوارديولا قد فاز شابا عام 1992 على الاستاد القديم بلقب وضع نهاية لسوء حظ برشلونة ، تمكن أمس وهو في الأربعين وبعد أن تحول إلى التدريب من الاحتفال على الملعب الجديد بفريقه الذي يصنع عهدا جديدا له مع الكرة.
ويمبلي "قديم أو جديد"، ليس ذلك مهما. ما يهم فحسب أن يكون ويمبلي. مثلما جوارديولا هو جوارديولا ، حتى لو كان قد عانى هذا الموسم أكثر من أي وقت مضى في سبيل الحفاظ على مبادئه الكروية.
كان المدرب قد صرح عقب التأهل إلى نهائي دوري الأبطال "ربما كان أمرا أشبه بالبطولة الوصول إلى هنا بعد موسم شاق للغاية ، دون راحة تقريبا بعد كأس العالم".
وأمس أسهب في الحديث عن الأمر " كل المواسم كانت صعبة.. الأول لأنك جديد ، والثاني لأن عليك معادلة ما تعد معادلته أمرا مستحيلا".
وأضاف "كيف يمكنك التفوق عليه؟ بالتفكير في اللعب.. السبيل الوحيد للتحسن هو أن تركز على اللعب.. كمدرب لبرشلونة تتعرض لضغوط خارجية أكبر بكثير ، لذا لا بد من التركيز في اللعب ، لأن الأمر يتعلق بمواقف في النهاية هي منهكة".
وشدد المدرب الشاب على "اللعب واللعب ثم اللعب.. ذلك هو الأمر الوحيد الذي يمكننا السيطرة عليه.. في الملعب ، عندما تبدأ المباراة ، نعتمد على قوة أننا الأفضل.. ما عدا ذلك ، صعب للغاية.. من الأفضل عدم الحديث عنه".
ورغم أنه لا يعلن ذلك بشكل مباشر ، كان موسمه الثالث مع برشلونة هو الأصعب له كمدرب. فبداية من التحدي الذي فرضه عليه ريال مدريد بالتعاقد مع نقيضه ، البرتغالي جوزيه مورينيو ، مدربا له ، إلى بعض المشكلات التي عانى منها مع رئيس ناديه ساندرو روسيل ، مرورا بقائمة كانت محدودة العدد هاجمتها مع نهاية الموسم الإصابات وعدم التوفيق.
لذلك اعترف جوارديولا في بعض الأوقات ، دون أن يرغب كثيرا في ذلك ، بأنه قد يرحل عن منصبه مع نهاية الموسم. لكنه أوضح أمس تماما أنه مستمر مع الفريق لعام آخر - لم يذكر شيئا عن المستقبل طويل المدى - لأنه لا يزال يشعر "بالشغف" المطلوب.
عندما يتولى المرء تدريب كوكبة من النجوم المتألقين ، لا تكون هناك حدود للآمال. فالجميع ينتظر المزيد. بيد أن جوارديولا يدرك أن لديه عاملا لا يقارن يتمثل في ليونيل ميسي: "إنه لاعب فريد ، غير قابل للتكرار.. لابد ان نأمل ألا يشعر يوما بالملل ، وأن يضع النادي إلى جواره اللاعبين القادرين على إشعاره دائما بالراحة ، لأنه عندما يشعر بذلك لا يخطئ".
وستظل الأشهر التسعة التي استغرقها موسم 2010/2011 محفورة في أذهان كل عشاق برشلونة ، وكذلك جميع محبي ريال مدريد. لم يفقد الفريق الكتالوني خلالها سوى كأس ملك أسبانيا ، لكن في تلك اللحظة ، الأصعب والأكثر امتلاء بالشكوك ، جاء رد فعل جوارديولا ليحسم لقبي الدوري ودوري الأبطال لفريقه.
وأمس كانت الجماهير تهتف باسمه كلما عانق الهواء بدفع لاعبيه له ، الذين كانوا يشعرون بالسعادة ليس فقط لإحراز لقب دوري الأبطال ، وإنما لأنهم فعلوا ذلك بنفس أسلوبهم المعتاد ، وكالعادة جاء تبديد كل الشكوك في ويمبلي.