لابد أن جيروم فالك المدير التنفيذي السابق بإحدى المحطات التلفزيونية يتمنى أن يحالفه التوفيق مرة أخرى بعد أن سجل بالخطأ في مرماه الهدف الثاني في مشوار عمله مع الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وقبل أربع سنوات ونصف فقد فالك منصبه كمدير تسويقي في الاتحاد الدولي (الفيفا) بعد أخطاء كبرى في مفاوضات لتجديد عقد رعاية إحدي الشركات الكبري .
لكن الرجل تجاوز هذه العثرة بطريقة رائعة حين عين أمينا عاما للفيفا بعدها بثمانية أشهر فقط.
والآن يعيش الرجل الفرنسي البالغ من العمر 50 عاما في مشاكل مرة أخرى بعدما نفى أمس الاثنين أنه أشار في رسالة الكترونية بعث بها إلى جاك وارنر نائب رئيس الفيفا أن قطر "اشترت" حق تنظيم نهائيات كأس العالم 2022.
وقال فالك في بيان "أود أن أوضح ما يمكن أن أقوله في رسالة بريد الكتروني.. وهي طريقة أخف للتعبير حيث تكتب بصيغة أقل رسمية بكثير من المراسلات العادية. ما اردت أن أقوله عندما أشرت إلى نهائيات كأس العالم 2022 في هذه الرسالة الالكترونية هو أن العرض الفائز استخدم قوته المالية لحشد الدعم."
وأضاف "كانت قطر مرشحة تملك ميزانية مهمة جدا واستخدمتها للترويج بقوة لعرضها في جميع انحاء العالم بكفاءة عالية جدا. لم أكن أحاول أو اعتزم الإشارة إلى أي شراء للأصوات أو سلوك مماثل غير أخلاقي."
وينسب لفالك على نطاق واسع النجاح الذي تحقق في تنظيم كأس العالم بجنوب افريقيا العام الماضي حيث أشرف على عملية الإعداد والتنسيق مع اللجنة المنظمة المحلية في وقت تهددهم الفشل في عدم الوفاء بالمواعيد المعلنة.
ويقف الرجل قريبا من لعب دور مماثل في كأس العالم 2014 والتي بدأت بالفعل تعاني من تأخر وسط مخاوف تحيط بالبنية التحتية للبرازيل البلد المنظم.
وانضم فالك وهو نصير مخلص لسيب بلاتر رئيس الفيفا إلى المؤسسة الدولية عام 2003 بعد استقالته من منصب المدير التنفيذي لشركة التسويق سبورتفايف.
وخلال عمله كمدير تسويقي للفيفا حظي فالك بإشادة من بلاتر لنجاحه في توفير احتياطيات مالية للفيفا تبلغ 752 مليون فرانك سويسري (612 مليون دولار).
وبدا أن عمل فالك في الفيفا مهدد عام 2006 حين قال الاتحاد الدولي إنه "فك الارتباط" معه ومع ثلاثة موظفين آخرين بعدما قضت محكمة في نيويورك بأن الفريق التسويقي "قد كذب مرارا" خلال محادثات مع شركتي ماستر كارد وفيزا.
ووصف فالك بعد ذلك دوره في المفاوضات بأنه أكبر خطأ في حياته وقال في مقابلة مع صحيفة اندبندنت البريطانية "لدي شعور بأن كل شيء قد دمر."
لكن بعد ثمانية أشهر فقط عاد فالك كأمين عام للفيفا ليصبح عمليا الرجل الثاني في المؤسسة الضخمة .
وجاء هذا بعد قرار محكمة بإعادة النظر في قضية ماستر كارد. لكن الجانبين توصلا بدلا من ذلك لاتفاق تسوية خارج المحكمة ليوافق الفيفا على دفع 90 مليون دولار كتعويض.
وقال فالك لدى عودته للفيفا في اغسطس 2007 "إنه كالحلم بالنسبة لي."
وحين سئل عن إعادة فالك في مؤتمر صحفي أمس الاثنين اكتفى بلاتر بهز كتفيه ورفض التعليق.
ورغم ان هذه الاشارة من بلاتر، تحمل من السلبية تماما قدر ما تحمل من الايجابية ، فإن بعض المصادر اعتبرتها ببساطة التصويت بالثقة الذي كان يتمناه فالك بالتأكيد !!.