تقدم السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) خطوة جديدة على طريق إعادة انتخابه لفترة رئاسة رابعة للفيفا بعدما قرر أعضاء الجمعية العمومية للفيفا (كونجرس) اليوم الأربعاء رفضهم لفكرة تأجيل الانتخابات.
ووافقت وفود الاتحادات الأهلية الأعضاء في الفيفا اليوم بالأغلبية على استمرار الاجتماعات والتصويت على الاجتماعات ورفض مطلب الاتحاد الإنجليزي بشأن تأجيل الانتخابات بسبب الإدعاءات بوجود فساد بين أعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا.
ووافق مندوبو 172 اتحادا أهليا على استمرار عملية الانتخابات بينما رفضها 17 اتحادا فقط.
وعرض ديفيد بيرنشتاين رئيس الاتحاد الإنجليزي أمام أعضاء الكونجرس اليوم فكرة تأجيل الانتخابات مشيرا إلى أن الموقف لم يعد مقنعا بعدكما أصبح بلاتر /75 عاما/ هو المرشح الوحيد وهو ما سيجلب انتقادات عديدة على الفيفا من الحكومات والرعاة ووسائل الإعلام والناس عامة.
وفي المقابل انتقد مندوبو الكونغو وقبرص وبنين وفيجي بشدة كلمة الاتحاد الإنجليزي مؤكدين دعمهم لبلاتر الذي ينتظر إعادة انتخابه في وقت لاحق اليوم.
ووجه خوليو جروندونا رئيس الاتحاد الأرجنتيني للعبة وعضو اللجنة التنفيذية بالفيفا والنائب الأول لرئيس الفيفا انتقادات عنيفة أيضا إلى إنجلترا مشيرا إلى أن مسئوليها يريدون فقد العودة للسيطرة على الفيفا.
وقال جروندونا /79 عاما/ "الهجوم يأتي دائما من إنجلترا ومعظمها تكون اتهامات كاذبة بمساعدة الصحافة التي تنشغل بالأكاذيب أكثر من انشغالها بالحقائق. هذا يزعج ويشتت عائلة الفيفا".
وأضاف "يبدو أن إنجلترا تسعى دائما للشكوى ولذلك أود أن أناشدهم بأن يتركوا الفيفا (في حالها). وعندما تتحدثوا ، فعليكم أن تتحدثوا بالحقيقة".
وأوضح بلاتر أن كرة القدم انتشرت وتطورت في كل مكان بالعالم منذ أن تولى البرازيلي جواو هافيلانج رئاسة الفيفا ثم جاء بلاتر في 1988 ليكمل المسيرة من بعده.
وأشار إلى كرة القدم الحقيقية قبل 1974 كانت منحصرة في أمريكا الجنوبية وأوروبا ولكن ذلك تغير بقدوم هافيلانج ومن بعده بلاتر.
وأوضح جروندونا أن الأرقام تتحدث عن نفسها أيضا حيث يبلغ الاحتياطي النقدي للفيفا حاليا 1280 مليون دولار.
وافتتح بلاتر رسميا اليوم الأربعاء اجتماعات الجمعية العمومية ال61 للاتحاد في حضور مندوبي الاتحادات الأعضاء البالغ عددها 208 اتحادات رغم الشائعات التي ترددت يوم السبت الماضي عن مقاطعة بعض الاتحادات الأسيوية لهذا الاجتماع.
ومن المنتظر إعادة انتخاب بلاتر اليوم بالتزكية بعد انسحاب منافسه الوحيد القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الأسيوي للعبة والذي تقرر يوم الأحد الماضي إيقافه أيضا لمدة شهر مع إجراء تحقيق للاشتباه في محاولته شراء بعض أصوات كونجرس الفيفا.
وتجرى مراسم الانتخاب في وقت لاحق اليوم باستاد "هالينستاديون" في مدينة زيوريخ السويسرية.
وأشارت بعض التقارير والتصريحات يوم السبت الماضي إلى إمكانية غياب بعض الاتحادات الأهلية الأسيوية عن اجتماع اليوم احتجاجا على إيقاف بن همام.
وخلال اجتماع اليوم ، أعلن بلاتر عن اقتراحه بتعديل طريقة اختيار الدول المنظمة لبطولات كأس العالم وأن تجرى من خلال التصويت بين جميع أعضاء الجمعية العمومية للفيفا (كونجرس) وليس بالتصويت بين أعضاء اللجنة التنفيذية كما هو متبع.
وقال بلاتر "أريد مستقبلا أن يكون القرار على حق تنظيم بطولات كأس العالم من خلال الكونجرس.. أرغب في منح مزيد من القوة للاتحادات الأهلية".
وأوضح "اللجنة التنفيذية ستختار قائمة مختصرة بالدول المرشحة دون إبداء توصيات ثم يكون للكونجرس حق التصويت لاختيار الدولة الفائزة".
وقال بلاتر "إنني قائد هذه السفينة ونحن نواجه عاصفة.. سفينتنا تمر في مياه هائجة ولذلك نحتاج إلى أن تعود السفينة لمسارها ولذلك نحتاج إلى قائد.. نحتاج إلى فعل شيء لأنني لا أريد أن أواجه مجددا مثل هذا الموقف السيء".
وينحصر التصويت على حق استضافة بطولات كأس العالم حتى الآن على أعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا والبالغ عددهم 24 عضوا فقط.
وأثارت عملية التصويت التي جرت في كانون أول/ديسمبر الماضي لاختيار الدولتين المنظمتين لبطولتي العالم 2018 و2022 ، واللتين فازت بهما روسيا وقطر على الترتيب ، انتقادات هائلة في الصحافة العالمية بالإضافة لموجة اتهامات عارمة بوجود فساد بين أعضاء اللجنة التنفيذية.
ولذلك اقترح بلاتر اليوم توسيع قاعدة التصويت لتشمل جميع أعضاء الجمعية العمومية.
كما أكد بلاتر على أنه سيجري إصلاحات وتعديلات جوهرية في بجنة القيم لتصبح لجنة "محترفة ومستقلة" يختار الكونجرس أعضاءها.
وأعلن بلاتر أيضا أنه سيستحدث لجنة تختص بالبحث عن حلول للمشاكل التي تتعلق بمصداقية مسئولي الفيفا مشيرا إلى أن أعضاء هذه اللجنة سيتم اختيارهم من العاملين داخل الفيفا.
وينتظر أن تطرح هذه الاقتراحات لأخذ التصويت عليها خلال اجتماع استثنائي لكونجرس الفيفا.
على جانب آخر ، أرسل القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الأسيوي لكرة القدم خطابا اليوم الأربعاء إلى الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) يحتج فيه على طريقة المعاملة التي فوجئ بها من قبل الاتحاد.
وأعلن بن همام يوم السبت الماضي عن انسحابه من الانتخابات على رئاسة الفيفا والتي كان يتنافس فيها مع بلاتر المنتظر إعادة انتخابه اليوم الأربعاء لفترة رئاسة رابعة وذلك بالتزكية بعد انسحاب بن همام.
وجاء انسحاب بن همام من الانتخابات بعدما أعلن الفيفا أن لجنة القيم بالاتحاد بدأت في اتخاذ بعض الإجراءات تجاهه.
وصدر قرار من لجنة القيم في اليوم التالي بإيقاف بن همام والترينيدادي جاك وارنر زميله في اللجنة التنفيذية بالفيفا بشكل مؤقت عن ممارسة أي أنشطة تتعلق بكرة القدم لمدة شهر.
ونتيجة لذلك ، لم يستطع بن همام ووارنر حضور اجتماعات الجمعية العمومية للفيفا (كونجرس) اليوم الأربعاء في مدينة زيوريخ السويسرية والتي ستشهد في وقت لاحق اليوم إعادة انتخاب بلاتر.
وذكر المكتب الصحفي لبن همام أنه كتب خطابا إلى الفيفا يحتج فيه على "الطريقة الظالمة التي وجدها في المعاملة من قبل لجنة القيم وإدارة الفيفا".
وقال بن همام في خطابه "تعرضت للعقوبة قبل أن تثبت إدانتي".
وتساءل عن السبب وراء رفض لجنة القيم للتقارير المكتوبة من 12 شاهدا والتي كانت جميعها لصالحه بينما استندت في عقوبتها لشاهد واحد.
وقال بن همام إنه يتمسك بحقوقه ضد "هذا الاتجاه غير المحترف والذي يسير في اتجاه واحد سواء في لجنة القيم بالفيفا أو من آخرين".
وأضاف "أشعر بالحزن والإحباط لما حدث في الأيام الأخيرة. لن أقبل أبدا هذه الإساءة لإسمي وسمعتي. سأكافح من أجل حقوقي".