بينما يغادر محمد بن همام رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم الموقوف زوريخ وهو يحاول التصدي لمزاعم رشوة تعاني كرة القدم في آسيا للوقوف في وجه التلاعب بالنتائج والعنف وقضايا مالية وهي امور تهدد بتشويه ما يؤمن به رئيسها القطري بان المستقبل مكانه آسيا.
ويواجه بن همام معركة لتبرئة اسمه بعدما أوقفته لجنة القيم في الاتحاد الدولي (الفيفا) بسويسرا ومنعته من ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم بسبب مزاعم رشوة خلال حملته التي لم يكتب لها النجاح للترشح في انتخابات رئاسة الفيفا بينما يكافح أعضاء الاتحاد الاسيوي الذين لم يعلنوا بعد دعمهم الكامل لرئيسهم الموقوف للتغلب على المشكلات التي تواجههم.
وتئن كوريا الجنوبية وماليزيا بسبب فضائح التلاعب بنتائج المباريات في حين تعاني سنغافورة بسبب العنف. وتواجه اندونيسيا عقوبة إيقاف محتملة من الفيفا لفشلها في انتخاب رئيس جديد للاتحاد المحلي في حين تستمر معاناة أندية استراليا بسبب مشاكل مالية.
ووسط كل هذا اضطرت اللجنة المنظمة لنهائيات كأس العالم 2022 في قطر لإصدار ثلاثة بيانات في الشهر الماضي لتنفي اتهامات من جهات مختلفة بأنها قدمت رشى لاعضاء لهم حق التصويت للحصول على حق استضافة النهائيات العالمية.
وأعلن بن همام ترشحه للرئاسة في مارس اذار الماضي وقال انه يسعى من خلال ذلك الى اصلاح الفيفا وجعل المؤسسة أكثر شفافية لكن مؤهلاته إن سعى للترشح مرة أخرى بعد أربع سنوات لتطبيق هذه الخطة تعرضت لضربة قوية في ظل المصاعب الكبرى التي تواجهها القارة التي قاد كرة القدم فيها على مدار تسع سنوات.
وقال الصيني تشانج جيلونج القائم بأعمال رئيس الاتحاد الاسيوي في مقابلة باللغة الانجليزية مع التلفزيون الرسمي الصيني أمس الأربعاء "أعتقد أن بيئة كرة القدم الاسيوية ليست صحية تماما. نحتاج.. لنقل.. إلى ثورة.. نحتاج للإصلاح لجعل كل شيء أوضح وأكثر عدالة في القارة."
واهتز المجتمع الكوري الجنوبي بسبب التحقيقات المستمرة في قضايا تلاعب بالنتائج على المستوى الوطني واعتقلت الشرطة خمسة لاعبين على صلة بالفضيحة.
وعثر على لاعب آخر ميتا في غرفة بفندق وأوردت وكالة يونهاب للأنباء أنباء عن العثور على رسالة تفيد بانتحاره فيما يتصل بالتلاعب في النتائج.
وفي يوم الاثنين الماضي اعتذر رئيس رابطة الدوري الكوري الجنوبي عن الفضيحة ووقع أكثر من ألف لاعب ومدرب وحكم ومسؤول تعهدات أمس الاربعاء بتخليص اللعبة من هذه المشكلة.
وفي ماليزيا البلد صاحب التاريخ مع التلاعب بالنتائج عبر تقرير للشرطة قدمه الأسبوع الماضي أحد الفرق الكبرى في دوري الأضواء عن القلق بوجود مخالفات في مباريات الناشئين.
وقال أحمد شابري شيك وزير الشباب والرياضة في الأسبوع الماضي عن هذه الاتهامات "الشعب بدأ لتوه يثق في كرة القدم بالبلاد.. ولو حدث هذا مرة أخرى فستدمر هذه الثقة."
وفي سنغافورة تم إيقاف ناديي ايتوال وهونجانج يونايتد بعد شجار بين الناديين سبق انطلاق مباراتهما في الدوري لينقل أربعة لاعبين لتلقي العلاج في المستشفى.
وهذه الواقعة هي الأخيرة في سلسلة من الممارسات السيئة في كرة القدم السنغافورية حيث عوقب مدرب فريق يانج لايونز الذي يلعب في الدوري المحلي بالإيقاف لموسم كامل بعد تجاوزاته في التعامل مع حكم في مباراة كان يتابعها الأسطورة البرازيلي بيليه من المدرجات.
وقال كريس ايتون رئيس قطاع الأمن في الفيفا إن سنغافورة ربما تكون بها "أكاديمية للمتلاعبين في النتائج" وهؤلاء قد يكونوا مسؤولين عن حالات تلاعب حول العالم.
وربما يكون لاستراليا سجل قوي على صعيد المنتخب الوطني الذي صعد للمباراة النهائية في كأس آسيا في قطر في يناير كانون الثاني الماضي وهزم المانيا في مباراة ودية في مارس اذار لكن خارج الملعب أضطر الاتحاد الاسترالي لكرة القدم الى توفير دعم مالي لعدد من الأندية المتعثرة في الدوري المحلي.
وفي اندونيسيا عين الفيفا لجنة لإعادة الأوضاع إلى نصابها والأشراف على انتخابات الاتحاد الوطني لكن وبعد عدد من حالات التأجيل والجدل حول من يحق له الترشح توقفت الانتخابات بعد اقتحام أنصار للرئيس السابق خالد للاجتماع.
ويحاول المسؤولون الاندونيسيون بشدة تجنب العقوبة وحصلوا على مهلة لشهر لانتخاب رئيس جديد في خطوة مفاجئة من الفيفا الذي يواجه العديد من المشاكل الخاصة به.
وهناك أيضا مشاكل في تايلاند والفلبين تتعلق بانتخابات الاتحادات الوطنية بينما تعاني كرة القدم الاسيوية بعد أشهر فقط من الاحتفال بعودة كأس العالم إلى القارة عام 2022 وبوجود مرشح قوي يمثلها في انتخابات رئاسة الفيفا.
لكن قرار النجم الارجنتيني دييجو مارادونا بالموافقة على تدريب نادي الوصل الإماراتي واستمرار العديد من مسابقات الدوري في اوروبا في تعديل مواعيد بدء مبارياتها لتلائم مواعيد المشاهدين في اسيا رغم ما في ذلك من مشاكل يدل على أن آسيا لا تزال قوة كبرى في كرة القدم العالمية.
غير أنه ورغم الثروة فإن اسيا ستبقى في ظل اوروبا إلى أن تحل مشاكل سوء الإدارة والفساد.
وقال تشانج "المهارات الأساسية في آسيا ليست قوية مثلما هي في اوروبا أو أمريكا الجنوبية لذا فإن الأساس فقير في اسيا. نحتاج للتوحد والعمل بكل جد لجذب اهتمام العالم للاتحاد الاسيوي."