سيتعين على مسؤولي فورمولا 1 الاختيار غدا الجمعة بين إرضاء المسئولين في البحرين وترتيب موعد جديد لسباق الجائزة الكبرى الذي كان مقررا في بداية الموسم هناك، أو الوقوف الى جوار بعض نشطاء حقوق انسان يطالبون برفع السباق من جدول بطولة العالم.
وتوقع نتيجة اجتماع المجلس العالمي لرياضة السيارات التابع للاتحاد الدولي والمقرر في برشلونة امر صعب للغاية حتى ولو تساءل كثير من العاملين في فورمولا 1 عن مدى امكانية اعادة السباق لجدول البطولة هذا الموسم.
وعبر بيرني ايكلستون مالك الحقوق التجارية لبطولة فورمولا 1 عن أمله في اقامة جائزة البحرين التي كان من المقرر ان تكون الجولة الافتتاحية للموسم في 13 مارس الماضي ويقول منظمون محليون انهم جاهزون لاستضافة السباق ثانية بعداستعادة الهدوء في البلاد بعد فترة من الاضطرابات السياسية.
وايكلستون (80 عاما) والشيخ عبد الله بن عيسى ال خليفة الذي يرأس لجنة سباقات الكارتنج في الاتحاد الدولي من بين 26 عضوا في المجلس العالمي للسيارات الذي يرأسه جان تود.
ومن أكبر المسائل المتوقع ان تثير جدلا كبيرا، جدول البطولة ذاته اكثر من مخاطر المجازفة باقامة سباق في بلد رفع لتوه قانون الطواريء بعد هدوء الاوضاع .
وقد تلعب هذه المسألة ايضا دورا كبيرا في انقاذ ماء وجه الطرفين.
فمن أجل اقامة سباق البحرين اقترح البعض نقل موعد النسخة الاولى لجائزة الهند الكبرى من 30 اكتوبر الى 11 ديسمبر ، وهو ما قد يشهد أكبر تأخير لاسدال الستار على البطولة منذ عام 1963 وهو موعد سيشكل تحديا كبيرا للفرق التي تعاني من ضغوط بالفعل.
وقال روس براون رئيس مرسيدس للصحفيين على هامش سباق موناكو مطلع الاسبوع الجاري "الامر بهذا يزيد كثيرا عن الحد."
واضاف "يعمل افراد فريقنا منذ يناير .. ونطلب منهم الاستمرار لديسمبر وهو ما يعني انه لن يكون هناك وقت للعطلات قبل عيد الميلاد كما يعني اننا سنعود للمنافسات دون راحة في يناير."
وتابع "من وجهة نظري الشخصية اعتقد انه امر غير مقبول وابلغنا بيرني بهذا الرأي ويعرف وجهة نظرنا.. فريقنا لا يستطيع العمل في هذه الاجواء وهذا الوضع واعتقد ان الامر برمته غير مقبول."
لكن فرقا أخرى مثل مكلارين الذي تعد شركة ممتلكات البحرينية القابضة من اكبر حملة أسهمه وايضا فيراري اكدت عدم ممانعتها للمشاركة في سباق البحرين لكنها اثارت تساؤلات حول التوقيت.
وقال العديد من المسؤولين المخضرمين في البطولة لرويترز ان تحديد الموعد في 11 ديسمبر قد يمنح ايكلستون وتود العذر المناسب لتجنب احراج المسؤولين البحرينيين مع الابقاء على السباق خارج الجدول حتى 2012 عندما يقام في بداية الموسم ايضا.
وقال مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه نظرا للحساسية السياسية للموضوع "اخشى ان يحاولوا اعادة فرض السباق على الجدول."
واضاف "لكني اعتقد انه نظرا لاننا في منتصف الموسم سيرفض المجلس العالمي للسيارات باغلبية طفيفة (اقامة السباق) على ارضية انه لا يوجد متسع من الوقت لتغيير الجدول."
وسيرغب ايكلستون وتود في تجنب حدوث ما يعكر الصفو واضعين في الاعتبار ان البحرين تمتلك نفوذا من الناحيتين التجارية والسياسية في هذه الرياضة بصفتها من المستثمرين الكبار والداعمين لتود.
وقال ايكلستون في فبراير عندما تم تأجيل السباق انه تنازل عن حقوق الرسوم والتي تقدر بنحو 40 مليون دولار والتي كان سيحصل عليها من البحرين وانه لا يرغب في تعريض هذه العلاقة للخطر.
واكد مرارا وتكرارا ان فورمولا 1 - والتي لم تشعر في تاريخها بمثل هذه الحساسية تجاه البلاد التي تستضيف سباقاتها - لا علاقة لها بالدين والسياسة مضيفا "لا نتخذ القرارات بناء على هذه الاشياء."
وهناك مخاوف ايضا عبر عنها ايكلستون في الشهر الماضي من ان تتحول جائزة البحرين الى ساحة رئيسية مستهدفة من قبل المحتجين لتتعرض الرياضة للطمة اخرى.
وقال مصدر اخر في فورمولا 1 عن اجتماع ضم ايضا الملياردير فيجاي ماليا مالك فريق فورس انديا "لا احد يدري اي وجهة ستسير اليها الامور."