لاشك في أن كل ماسيشغل تفكير النجم السويسري روجيه فيدرر غدا الأحد عندما يلتقي مع غريمه المعتاد رافاييل نادال في نهائي بطولة فرنسا المفتوحة للتنس سيكون إحراز لقب البطولة الفرنسية للمرة الثانية بمشواره الرياضي ، وليس حرمان منافسه الأسباني من معادلة الرقم القياسي العالمي في عدد مرات الفوز باللقب نفسه.
ولم يكن هناك أي طريقة أكثر إثارة من التي وصل بها اللاعبان إلى نهائي رولان جاروس الملتهب ، فقد استغرق نادال ثلاث ساعات للتغلب على البريطاني آندي موراي في ثلاث مجموعات. وقد قلب فيدرر الطاولة على الجميع كما اعتاد أن يفعل في أيام مجده ليضع حدا لسلسلة الانتصارات المتتالية للصربي المتألق نوفاك ديوكوفيتش منذ انطلاق موسم 2011 .
وكان ديوكوفيتش يأمل في معادلة الرقم القياسي العالمي لعدد الانتصارات المتتالية في بداية أحد المواسم والمسجل باسم الأمريكي جون ماكينرو ، ولكنه سقط أمس الجمعة أمام الواثق فيدرر الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق في تاريخ مشاركاته ببطولات الملاعب الرملية.
وقال فيدرر الذي حرم ديوكوفيتش من ناحية أخرى من انتزاع صدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين من نادال للمرة الأولى بمشواره الرياضي : "إنني أشعر كما لو كنت فزت بالبطولة بالفعل ، رغم أن هذا لم يحدث حقيقة .. فاللقب مازال بانتظار من يحرزه. ولكم أتطلع قدما لمواجهة رافا الذي ظل من وجهة نظري خصمي الأول الحقيقي طوال هذه السنوات ، منذ أن أصبح اللاعب الأول في العالم".
وأضاف اللاعب السويسري: "يبدو لي دائما أنه لكي يكون نهائي فرنسا مميزا فيجب أن يكون رافا أحد طرفيه ، وأعتقد أنني حظيت بالمباراة التي كنت أتمناها.. بعد فوزي على نوفاك ، أعتقد أنني محظوظ لأن هذه الفرصة سنحت لي ، ولكم أتطلع قدما لاقتناصها".
والطريف في الأمر أنه في حالة فوز فيدرر على نادال غدا ، فإنه سيهدي ديوكوفيتش صدارة تصنيف اللاعبين للاعبين المحترفين.
وجاءت بداية نادال بالنسخة الحالية من بطولة فرنسا المفتوحة بطيئة إلى حد ما قبل أن يزيد من قوة أدائه خلال الأسبوع الثاني من منافسات البطولة. وفاز اللاعب الأسباني 16 مرة في 24 مواجهة جمعته بفيدرر من بينهم نهائي فرنسا المفتوحة في أعوام 2006 و2007 و2008 .
وفي حالة إحراز نادال للقبه السادس برولان جاروس غدا ، فإنه بذلك سيعادل الرقم القياسي العالمي لعدد مرات الفوز بلقب البطولة الفرنسة والمسجل باسم النجم السويدي السابق بيورن بورج الذي أحرز لقب البطولة ست مرات فيما بين عامي 1974 و1981 .
ورغم علمه بأنه سيواجه ضغوط شديدة في نهائي الغد ، يحاول نادال إبعاد هذا الأمر عن ذهنه قدر المستطاع حيث قال: "عندما تفوز ، تواجه ضغوطا أكبر. ولكنك كلما فزت ، سعيت لتحقيق المزيد من الانتصارات".
وأضاف نادال الحائز على لقب بطولة فرنسا المفتوحة خمس مرات خلال السنوات الست الأخيرة (حيث فاز فيدرر باللقب عام 2009): "لاشك في أنني أود الوصول إلى النهائي دائما .. فعادة ما تتجدد شهيتك للوصول إلى النهائي ، إنه شعور رائع وأتمنى أن أظل أصل لهذا النهائي دائما".
وسيكون هذا هو النهائي ال19 الذي يجمع بين فيدرر ونادال ليقفا على مسافة نهائي واحد فقط من معادلة رقم إيفان ليندل وجون ماكينرو اللذين التقيا في 20 نهائي. بينما سيكون هذا هو ثامن نهائي ببطولات الجراند سلام الذي يجمع بين فيدرر ونادال.
وكان آخر نهائي بطولة كبيرة يجمع بين النجمين نفسيهما هو نهائي بطولة أستراليا المفتوحة لعام 2009 الذي فاز به نادال.
بينما كان النهائي السابق لهما ببطولة فرنسا المفتوحة في عام 2008 عندما تعرض فيدرر لواحدة من أسوأ هزائمه على الإطلاق طوال مشواره الرياضي حيث اكتفى بالفوز في أربعة أشواط فقط طوال المباراة ، ولكن كل هذا أصبح من الماضي البعيد بالنسبة للنجم السويسري.
حيث قال فيدرر: "لدي فرصة أخرى الآن لهزيمة رافا هنا والتتويج بلقب فرنسا المفتوحة".
وأضاف: "أعرف جيدا أنني سيكون علي أن أقدم عرضا استثنائيا خاصا غدا.. ولكنني قطعت خطوة كبيرة في الدور قبل النهائي وآمل أن أعيد الكرة من جديد في النهائي".