أبرزت وسائل الاعلام الصينية خبر فوز لي نا بلقب منافسات فردي السيدات ببطولة فرنسا المفتوحة للتنس امس السبت باعتباره من قبيل الاساطير والمعجزات رافعة اول لاعبة اسيوية تفوز بلقب على صعيد منافسات الفردي في البطولات الاربع الكبرى الى منزلة الاسطورة في دولة يرتبط فيها المجد الوطني بالانجازات الرياضية بشكل وثيق للغاية.
وجاء في الصفحة الرئيسية لطبعة الاحد من صحيفة الشعب اليومية وهي الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي الحاكم ان "اللون الاحمر المميز للصين" وارضية الملاعب الرملية في رولان جاروس جسد الفوز الرائع الذي حققته البلاد.
واضافت الصحيفة "الفتاة القادمة من هوبي والمسماة لي نا دشنت عصرا جديدا للتنس في الصين وعلى مستوى اسيا بأكملها" في حين أسرفت العناوين في وصف لي بانها "نالت بشجاعة" لقب البطولة الفرنسية وانها "كتبت مجدا اسيويا".
وذكرت صحيفة تشاينا ديلي الرسمية الصادرة باللغة الانجليزية ان لي أظهرت "نضجا تاما" في فوزها بمجموعتين متتاليتين على الايطالية فرانشيسكا سكيافوني حاملة اللقب في مباراة تابعها عشرات الملايين من الجماهير في الصين.
وشكل هذا انجازا لوعد وطني وشخصي قطعته اللاعبة البالغة من العمر 29 عاما والتي تحظى بشعبية جارفة عقب خسارتها لنهائي بطولة استراليا المفتوحة في يناير كانون الثاني الماضي امام البلجيكية كيم كليسترز.
وبحلول صباح اليوم كان نحو 4.85 مليون شخص يتحدثون عن لي على موقع تدوين مصغر شبيه بموقع تويتر للتواصل الاجتماعي ويسمى سينا ويبو.
وقال ليو شيولونج (34 عاما) وهو مبرمج كمبيوتر مقيم في بكين "انه لمصدر فخر كبير بالنسبة لها وللبلاد. سيساعد هذا الصين كثيرا على الدخول الى رياضة التنس والتي كانت ولوقت طويل حكرا على اوروبا."
وبالنسبة للكثير من الاشخاص في الصين فان لي تمثل نموذجا يحتذى به وهو ما يرجع في جانب منه الى الابتسامة العريضة وخفة الظل التي تتمتع بها خارج الملعب كما انه يرجع في جانب اخر الى الطبيعة الحرة التي تتمتع بها اللاعبة في دولة ينشأ فيها الرياضيون من فئة الصفوة في كنف الدولة ويخضعون بشكل كبير لاشرافها.
وفي ظل معارضة السلطات في البلاد لرياضة التنس في بعض الاحيان فانه من المتوقع ان يقود نجاح لي الى نمو سريع لهذه اللعبة في الصين.
وقال سون جينفانج رئيس الاتحاد الصيني للتنس في تصريحات نقلتها وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) امس السبت ان لي ستساعد على النهوض برياضة التنس التي لا تزال تعد من رياضات الصفوة وتتراجع مكانتها خلف كرة السلة وكرة القدم وتنس الطاولة في جذبها للشباب.
وقال سون في بيان صدر عقب النهائي الذي اقيم امس السبت "انجاز لي نا اليوم (امس) ليس فقط مصدر فخر للصين ولاسيا ولكنه سيزيد من تأثير الصين العالمي على صعيد الرياضة."
واضاف "من المؤكد ان الفوز سيشكل قوة دفع كبيرة نحو تطور التنس في الصين وسيزيد من تركيز المجتمع على دعم اللعبة وجذب المزيد من الشباب لممارستها."
وبعد ان تعهدت بالعودة وهي تحمل اول القابها على صعيد البطولات الاربع الكبرى أقرت لي بأن تأثير فوزها في باريس ربما يظهر على الجيل القادم من لاعبي التنس في الصين.
ونقلت وكالة شينخوا عن لي قولها "يحدوني الامل ان يتابع ادائي الكثير من الاطفال وان يشعروا من اعماق قلوبهم انهم قد يصبحون مثلي في يوم من الايام وان يقدموا ما هو افضل مما قدمته."