أكد مكتب لمراجعة الحسابات في بولندا اليوم الثلاثاء أن هناك تأخرا شديدا في استعدادات البلاد لاستضافة بطولة الأمم الأوروبية المقبلة لكرة القدم "يورو 2012" بما يهدد إقامة منافسات البطولة ، وذلك قبل عام من انطلاق المباراة الافتتاحية في وارسو.
وذكر المكتب الأعلى للمحاسبات ، الذي يتولى مهمة مراقبة الإنفاق العام في بولندا ، في تقرير نشره اليوم أن الطرق الرئيسية التي تحتاجها البلاد لتسهيل الانتقالات على الجماهير لن تكون جاهزة في الموعد المحدد ، بينما يوجد تأخر آخر في أعمال إعادة تصميم محطات القطارات وفي أعمال بناء الاستادات.
وتقام منافسات بطولة يورو 2012 في بولندا وأوكرانيا ، حيث تستضيف العاصمة البولندية وارسو مباراة الافتتاح في الثامن من حزيران/يونيو من العام المقبل ، بينما تستضيف العاصمة الأوكرانية كييف نهائي البطولة في أول تموز/يوليو. وتستضيف كل من الدولتين نصيبها من مباريات البطولة في أربع مدن مختلفة.
وجاء في التقرير: "يوجد تقدم في استعدادات بطولة يورو 2012 .. ولكن كم التأخير والمشاريع المهملة والاستثمارات سيئة التنفيذ كبير أيضا لدرجة أنه قد يهدد المسار الصحيح للبطولة".
ويأتي التأخير الأكثر خطورة في أعمال البنية التحتية للطرق الضرورية لنقل المشجعين إلى المباريات فيما بين المدن البولندية الأربع المضيفة ليورو 2012 ، وهي وارسو وجدانسك وبوزنان وروكلو.
وأفاد التقرير بأن أعمال مد 14 طريقا بإجمالي مسافة 400 كيلومترا لن يتم الانتهاء منها في الموعد المحدد لها. ويضم هذا الرقم 318 كيلومترا من الطرق السريعة التي تعتبر حيوية بالنسبة للبطولة.
وتوقع التقرير أن تؤدي مشاكل الطرق إلى مضاعفة المجهود المبذول لتحسين نظام السكك الحديدية في بولندا ، وإن كان هذا القطاع يواجه مشاكل أخرى من جانبه.
فقد أضاف التقرير أن هيئة السكك الحديدية في البلاد لم تضع أي ميزانية لتحديث محطات القطارات في وارسو وبوزنان ، التي تقع في قلب بولندا. كما يوجد تأخر في أعمال إعادة تصميم محطات أخرى في المدينتين نفسيهما.
وقد تواجه الجماهير صعوبات في استقلال وسائل النقل المحلية في المدن البولندية الأربع التي تواجه مشاريع التحديث فيها تأخيرا آخرا بحسب التقرير نفسه.
ولكن مسئولي مكتب المحاسبات قالوا إن هذا التقرير قد يساعد على تعزيز الجهود المبذولة في استعدادات يورو 2012 .
وقال بافيل بيدزياك ، المتحدث الرسمي لمكتب المحاسبات ، لمحطة "تي في إن 24" التلفزيونية المحلية: "نأمل ألا يواجهوا أي مشاكل في استعداداتهم وأن يكون هذا التقرير ، مثل التقارير السابقة ، حافزا على تسريع عملية الاستعداد للبطولة الأوروبية".
وأشار التقرير كذلك إلى وجود مشاكل في ضمان سلامة وأمن البطولة والترويج الجيد لها.
وأوضح التقرير أنه لم يتم تخصيص الأموال الكافية في الموازنة العامة لعام 2011 لإكمال المشروعات التي من المقرر أن تروج للحدث ولوضع نظام أمني جيد.
وتقدر قيمة 86 مشروعا من المقرر أن يضمنوا السلامة لبطولة يورو 2012 بنحو 200 مليون زلوتي (73 مليون دولار) ، فيما لم تخصص الميزانية الحكومية سوى ربع هذا المبلغ فقط.
ورغم تأخر أعمال البناء في استادي وارسو وجدانسك ، فقد أشار التقرير إلى أن جميع الاستادات ستكون جاهزة لاستضافة مباريات يورو 2012 .
وكان المركز الرياضي الوطني في بولندا أكد مؤخرا تأجيل أعمال البناء باستاد وارسو. وأوضح المركز ، المسئول عن بناء الاستاد ، أنه منح ائتلاف الشركات المنوط بعملية البناء ، مهلة زمنية تنتهي بعد غد الخميس لإصلاح جميع الأخطاء والتي يأتي في مقدمتها مشكلة السلالم المؤدية إلى الاستاد.
فيما تسبب تأخر أعمال البناء في استاد جدانسك في نقل المباراة الودية التي كان من المقرر أن يستضيفها الاستاد في التاسع من حزيران/يونيو بين بولندا وفرنسا إلى وارسو.
وتواجه بولندا وأوكرانيا انتقادات شديدة بسبب تقدمهما البطيء في أعمال البنية التحتية استعدادا لبطولة يورو 2012 .
وسلطت الأضواء على بولندا على وجه التحديد مؤخرا بعد أعمال الشغب التي شابت نهائي بطولة كأس بولندا في الشهر الماضي ، مما أجبر السلطات على إغلاق العديد من الاستادات.