النجاح الأسطوري للعملاق الكتالوني نادي برشلونة الإسباني محلياً وأوروبياً ، لم يكن فقط بسبب نجاح منظومة رئيسه ساندرو روسيل فحسب , بل لأنه بات هذا الكيان نموذجاً لجميع أندية العالم عامة، وأنديتنا العربية على وجه الخصوص .. ولما لا خاصة عندما تدرك الجماهير أن النادي الكتالوني ليس كرة قدم فقط، بل يرعى ثلاث لعبات أخرى لم تكن أقل توهجاً من الساحرة المستديرة .
بعد أن قاد نجومه المنتخب الأسباني للتتويج بكأس العالم بجنوب أفريقيا صيف العام الماضي لأول مرة في تاريخه علي حساب هولندا, تواصل نجاح فريق برشلونة محلياً و أوروبياً بشكل مذهل.
رجال المدرب الشاب جوسيب جوارديولا حافظوا علي لقب الدوري الإسباني للمرة الثالثة علي التوالي وأحرزوا لقبهم الحادي والعشرون بعد أن جمعوا 96 نقطة متفوقين بفارق 4 نقاط عن ريال مدريد صاحب المقام الرفيع في إحراز البطولة برصيد 31 لقباً.
ورغم خسارة "البارسا" لقب كأس ملك إسبانيا لمصلحة غريمه "الملكي" بفضل هدف البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي أحرزه في الشوط الإضافي الأول من لقاء العملاقين علي ملعب المستايا بمدينة فالنسيا في العشرين من إبريل الماضي , إلا أن رفاق المعجزة الأرجنتينية ليونيل ميسي نجحوا في تدارك هذا الإخفاق بسرعة غير عادية عندما تجاوزوا الريال في نصف نهائي دوري الأبطال بفوز بهدفين دون رد في معقل الريال بملعب سنتياجو برنابيو بفضل ثنائية ميسي في الذهاب بعد نهائي الكأس بأسبوع واحد , ثم تعادل في الكامب نو في الثالث من مايو بهدف لمثله إياباً , قبل أن يتوجوا بلقبهم الرابع في البطولة علي ملعب ويمبلي بالعاصمة البريطانية لندن عقب فوز مستحق بثلاثية مقابل هدف صاحبه أداء مبهر أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي في الثامن و العشرين من شهر مايو الماضي.
النادي العريق الذي تأسس عام 1899 واصل خلال هذا الموسم تفوقه علي منافسة اللدود ريال مدريد ولم يخسر أمامه إلا لقاء وحيد في نهائي الكأس - كما أسلفنا- خلال خمس مواجهات جمعته به محلياً و أوروبيا وواصل مدربه (الظاهرة) صاحب الأربعين عاماً نتائجه الساحقة مع الفريق الملكي وهزمه بخماسية دون مقابل في اللقاء الذي جمع الفريقين علي ملعب الكامب نو في الجولة الثالثة عشرة من منافسات (الليجا ) في التاسع و العشرين من نوفمبر من العام الماضي.
برشلونة والألعاب الأخرى
نجاحات العملاق الكتالوني و معجزاته لم تتوقف عند فريق كرة القدم , بل امتدت لتشمل فريق كرة اليد الذي قدم موسم ولا أروع عندما توج بلقب الدوري الإسباني للمرة الثانية عشرة في تاريخه علي حساب سيوداد ريال الذي سيطر علي اللقب في المواسم الأربعة الأخيرة, ثم تواصل نجاح زملاء الحارس الصربي دانيال ساريك أوروبياً ونجحوا - بعد يوم واحد من تتويج فريق كرة القدم بدوري أبطال أوربا- في إحراز لقبهم الثامن في البطولة الأوروبية علي حساب سيوداد أيضاً في التاسع والعشرين من مايو الماضي بعد فوزهم عليه بنتيجة (27/24) في المباراة النهائية.
عمالقة سلة برشلونة رفضوا أن يكونوا أقل من نظرائهم في القدم و اليد و قدموا موسم لا يقل نجاحاً حيث بدءوا موسمهم بالتتويج بكأس ملك إسبانيا للمرة الثانية و العشرين في تاريخهم في الثالث عشر من فبراير الماضي بعد فوزهم علي غريمهم الأزلي ريال مدريد 68/60.
ولم يؤثر خروج أبناء المدرب إكسافي باسكوال من ربع نهائي دوري أبطال أوربا أمام باناثينايكوس اليوناني , لم يؤثر على إصرارهم في حصد الألقاب, حيث أضاف الفريق لقب الدوري لكأس الملك بعد تغلبه في المباراة النهائية علي فريق بيزكايا بلباو بثلاثة انتصارات متتالية كان آخرها 64/55 في الرابع عشر من يونيو الجاري.
صدق أو لا تصدق , نادي برشلونة الذي حقق عائدات بلغت 27 مليون يورو في كرة القدم فقط هذا العام يرعى ثلاث لعبات أخري إلى جانب كرة القدم هي اليد و السلة و الهوكي أما أنديتنا فقيرة الموارد و العائدات فترعى أكثر من خمسة أضعاف هذا العدد من اللعبات الرياضية!.