بعد مرور سنوات طويلة على اعتزال الجيل الذهبي للمنتخب الكولومبي لكرة القدم والذي ترك بصمة رائعة له في التسعينيات من القرن الماضي ، أعرب اللاعب الكولومبي راداميل فالكاو جارسيا نجم بورتو البرتغالي عن ثقته في أن بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) 2011 بالأرجنتين ستكون نقطة انطلاق لجيل ذهبي جديد في منتخب بلاده.
وأكد فالكاو جارسيا /25 عاما/ ، في مقابلة حصرية مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، "المنتخب الكولومبي يسعى منذ فترة طويلة إلى العودة لنهائيات كأس العالم وأن يصبح من المنافسين على الألقاب. ولذلك ، ستكون كوبا أمريكا هذه المرة من البطولات المهمة للغاية بالنسبة لنا".
ويمثل فالكاو الصورة المثالية والرائعة للجيل الجديد لكرة القدم الكولومبية. ويضم الفريق الحالي للمنتخب الكولومبي بعض اللاعبين الذين فشلوا في ترك بصمة حقيقية ويحلمون بتحقيق أي إنجاز بعدما غاب الفريق عن بطولات كأس العالم 2002 و2006 و2010 .
ولم يحقق المنتخب الكولومبي على مدار العقد الماضي ما يستحق ذكره حيث شهد مستوى الفريق تراجعا واضحا مقارنة بما قدمه الجيل الذي يسبق في أواخر الثمانينيات وفترة التسعنييات من القرن الماضي.
وقال فالكاو إن سد هذا الفراغ الذي تركه اعتزال جيل التسعينيات كان أمرا صعبا ومعقدا للغاية ولكن الفريق الحالي يبدو قادرا على ذلك.
وأوضح "تشكيل فريق يضم العديد من اللاعبين أصحاب المستويات العالية في نفس الحقبة يكون أمرا صعبا للغاية ولكن الفريق الحالي يتمتع بهذا الأمر ويمكنه إنجاز أهم الأشياء إذا وصل لاعبوه لقمة مستواهم. نريد تحقيق ذلك الحلم ونثق في قدرتنا على المنافسة خلال بطولة كوبا أمريكا 2011 بالأرجنتين".
وبينما اعتمد الجيل الذهبي السابق لكرة القدم الكولومبية على لاعبين مثل كارلوس فالديراما وفريدي رينكون وفاوستينو أسبريلا ، يعتد الجيل الجديد للمنتخب الكولومبي على لاعبين مثل فالكاو وفريدي جوارين وهوجو روداليجا.
وقال فالكاو نجم هجوم بورتو البرتغالي "لدينا لاعبون يتمتعون بمستويات رائعة. ويتعين علينا الآن أن نجمع قوانا ونوحد هذه المستويات العالية لخدمة الفريق من أجل المنافسة بقوة على المراكز الأولى في البطولة".
ويشارك فالكاو مع منتخب بلاده في كوبا أمريكا بعد موسم رائع مع فريق بورتو حيث أحرز معه في الموسم المنقضي ألقاب دوري وكأس البرتغالي والدوري الأوروبي (كأس الاتحاد الأوروبي سابقا) .
وسجل فالكاو لفريق بورتو 17 هدفا اعتلى بها قائمة هدافي الدوري الأوروبي هذا الموسم وأصبح أفضل هداف في موسم واحد على مدار تاريخ البطولة متفوقا بذلك على المهاجم الألماني السابق يورجن كلينسمان.
وإلى جانب هذا التألق في الموسم المنقضي ، يستطيع فالكاو استغلال خبرته السابقة باللعب في الأرجنتين لخدمة منتخب بلاده والسطوع معه في كوبا أمريكا حيث سبق لهذا اللاعب أن تألق ضمن صفوف ريفر بليت الأرجنتيني في الفترة من 2005 إلى 2009 .
وقال فالكاو "أشعر بأنني سأخوض هه البطولة (كوبا أمريكا) في بلدي. بدأت مسيرتي الكروية الحقيقية في الأرجنتين من خلال اللعب في الدرجات الدنيا من الدوري الأرجنتيني قبل اللعب مع ريفر بليت في دوري الدرجة الأولى لمدة أربع سنوات. هذا يعني الكثير بالنسبة لي ويفيدني كثيرا. سأعود للمكان الذي نشأت فيه وارتبطت فيه بصداقات عديدة".
ويخوض المنتخب الكولومبي فعاليات الدور الأول للبطولة ضمن المجموعة الأولى التي تضم معه منتخبات الأرجنتين ، صاحب الأرض ، وكوستاريكا وبوليفيا.
ويرى فالكاو أن المنتخب الأرجنتيني ، بلا شك ، هو المرشح الأقوى لصدارة المجموعة لأنه "صاحب الأرض ويضم بين صفوفه ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم. كما يتعطش المنتخب الأرجنتيني لاستعادة اللقب القاري الغائب عنه منذ فترة طويلة للغاية".
وأضاف فالكاو "ستكون المنافسة في هذه المجموعة في غاية الصعوبة".
وكان فالكاو أبرز نجوم المنتخب الكولومبي في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية للشباب (تحت 20 عاما) في عام 2005 ثم انضم للمنتخب الأول في شباط/فبراير 2007 .
وأكد فالكاو أن كوبا أمريكا 2011 ستكون الفرصة المثالية أمام الفريق لاستعادة مكانته ضمن أبرز المنتخبات.
وأوضح "لدينا الإمكانيات العالية والمستوى الرائع للاعبين. أتوقع أن نظهر بشكل جيد في بطولة كوبا أمريكا وأن نعود للمستوى الذي يؤهلنا للمنافسة