عندما تنطلق فعاليات بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) لكرة القدم في الأرجنتين الشهر المقبل ، ستكون الفرصة سانحة أمام منتخب باراجواي للعودة إلى المنافسة بقوة على لقب البطولة التي لم يتوج بلقبها منذ 32 عاما.
ويرى المدرب الأرجنتيني خيراردو مارتينو المدير الفني لمنتخب باراجواي أن فريقه استعاد هويته من خلال بلوغه نهائيات كأس العالم في آخر أربع بطولات منذ 1998 وحتى 2010 وأصبح بمقدور الجيل الحالي للفريق أن ينافس بقوة على لقب بطولة كوبا أمريكا التي أحرزتها باراجواي مرتين فقط في عامي 1953 و1979 .
وقاد مارتينو الفريق إلى إنجاز تاريخي ببلوغ دور الثمانية في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا للمرة الأولى في تاريخ منتخب باراجواي ولكن الحظ العاثر أوقعه في مواجهة منتخب أسبانيا الذي أطاح به وأكمل الطريق نحو اللقب.
ويأمل مارتينو في مواصلة المسيرة الناجحة لهذا الجيل الذهبي وفي تطوير طموحات الفريق من مجرد تقديم عروض جيدة واجتياز الأدوار الأولى في البطولات الكبيرة إلى طموح المنافسة على اللقب.
ويحلم مارتينو بالاستمرار مع الفريق في السنوات المقبلة لقيادة الفريق حتى نهاية تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل ولكنه يرى في بطولة كوبا أمريكا 2011 محطة مهمة يحتاج بعدها إلى التوقف وتقييم الوضع لتحديد مصيره مع الفريق إما بالاستمرار حتى مونديال 2014 أو الرحيل من منصبه تاركا الفرصة لمدرب آخر.
ولذلك ، قال مارتينو إن بطولة كوبا أمريكا 2011 لن تكون بمثابة التجارب أو محطة استعداد للفريق وإنما ستكون غاية يسعى الفريق إلى بلوغها مشيرا إلى أن منتخب باراجواي سيخوض هذه البطولة في الأرجنتين بهدف الفوز باللقب.
ويعتمد مارتينو في ذلك على نضوج الفريق ولاعبيه الذين يصل متوسط أعمارهم حاليا إلى 29 عاما كما يتميز جميع لاعبي الفريق بالكفاءة والفعالية في مختلف المراكز.
كما يسعى مارتينو من خلال بطولة كوبا أمريكا في الأرجنتين إلى تقييم أداء هذا الجيل والتوصل للتغييرات الضرورية في صفوف هذا الفريق من أجل عملية الإحلال والتجديد التي يسعى إليها استعدادا لتصفيات ونهائيات كأس العالم 2014 .
وتضم قائمة الفريق العديد من النجوم المخضرمين ذوي الأعمار المتقدمة مثل حراس المرمى الثلاثة خوستو فيار /34 عاما/ وألدو بوباديا /35 عاما/ ودييجو باريتو /30 عاما/ والمدافعين دييجو فيرون /32 عاما/ وباولو دا سيلفا /31 عاما/ وأنتولين ألكاراز /29 عاما/ ولاعبي خط الوسط كارلوس بونيت /34 عاما/ بينما يمثل فيكتور كاسيريس /26 عاما/ أصغر لاعبي هذا الخط.
ويضم خط الهجوم أيضا كلا من روكي سانتا كروز /30 عاما/ وأوسكار كاردوزو /28 عاما/ ولوكاس باريوس /27 عاما/ ونيلسون هايدو فالديز /27 عاما/.
أما أصغر لاعبي الفريق فهما إدجار بينيتيز /24 عاما/ ورودولفو جامارا /23 عاما/
وقال مارتينو "سنجتمع بعد كأس كوبا أمريكا لمناقشة وضعنا وما سنحققه في البطولة وحل أي مشاكل نواجهها. لن يقتصر الأمر على النتائج ولكننا سنناقش مرحلتنا الجديدة في إطار ما نحققه في كوبا أمريكا والظروف المحيطة بالعمل".
ورغم نفيه العلني ، يرغب مارتينو أيضا في التعرف على كيفية تصرف بعض الأندية بعدما هدد مارسيلو ريكاناتي رئيس نادي أولمبيا مؤخرا بعدم السماح للاعبيه بالانضمام للمنتخب نظرا للإبقاء عليهم على مقاعد البدلاء خلال مباريات المنتخب.
وقال مارتينو في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا "يتعين علينا تحليل الوضعين الحالي والمستقبلي. الأمر لا يتعلق بالعاطفة أو الارتياح للأشخاص وإنما للاختيارات المناسبة للفريق".
ويخوض منتخب باراجواي فعاليات الدور الأول للبطولة ضمن المجموعة الثانية التي تضم معه منتخبات البرازيل والإكوادور وفنزويلا.
وقال مارتينو "المنتخب البرازيلي يتسم بالشجاعة كعادته دائما. والمنتخب الإكوادوري في رأيي من أفضل المنتخبات المشاركة في هذه البطولة ممن لم يتأهلوا لكأس العالم الماضية.. أما فنزويلا فمرت بعملية تطوير كبرى ولديها لاعبون محترفون في بطولات دوري مهمة والمنتخب الفنزويلي فريق جيد".