لو قرر بطل العالم الألماني سيباستيان فيتيل البقاء في فلنسية والاستمتاع بعطلة على الشاطيء تمتد إلى شهرين ، فسيظل سائق فريق ريد بول متصدرا للترتيب العام للسائقين ببطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا -1 مع عودته إلى سباق الجائزة الكبرى البلجيكي.
فقد وسع فيتيل فارق صدارته للترتيب العام للسائقين بهذا الموسم عقب إحرازه لقب سباق الجائزة الكبرى الأوروبي في بلنسية أمس الأحد إلى 77 نقطة أمام أقرب منافسيه البريطاني جنسون باتون سائق فريق ماكلارين.
مما يعني أن فيتيل سيظل متقدما بفارق نقطتين في الصدارة حتى إذا غاب عن السباقات الثلاثة التالية في بريطانيا وألمانيا والمجر قبل أن يعود في سباق سبا البلجيكي في 28 آب/أغسطس المقبل.
وأحرز فيتيل ستة ألقاب وحقق المركز الثاني مرتين خلال عرض السيطرة الرائع الذي قدمه خلال السباقات الثمانية الأولى بالموسم في إنجاز لم يتحقق في مثل هذه المرحلة من أي موسم سابق ببطولة العالم لفورمولا -1 .
وكتبت صحيفة "ليكيب" الفرنسية اليومية في صفحتها الرئيسية اليوم الاثنين: "فيتيل ، بالتأكيد" ، فيما أكدت صحيفة "بيلد" الألمانية أن فيتيل دفع بيرني إكليستون ، رئيس بطولة العالم لسباقات فورمولا -1، للعودة إلى مكانه قبل نهاية السباق بعشرين لفة لأنه "كان يعلم مسبقا من سيفوز باللقب".
وكرر فيتيل مقولته الشهيرة بأن الموسم الذي يضم 19 سباقا لم ينته بعد ، ولكنه أعرب بطبيعة الحال عن سعادته بما حققه حتى الآن.
وقال فيتيل: "لا أنظر إلى فارق الصدارة لأن الموسم مازال طويلا. كانت بدايتنا للموسم ظاهرة فريدة من نوعها وهدفنا هو أن نكمل الطريق بنفس المستوى. وعلينا أن نمضي خطوة بخطوة والتعامل مع كل سباق على حده".
وأضاف: "إذا جاء اليوم الذي قد نواجه فيه صعوبة وقد لا ننافس بقوة ولا تصلح السيارة للمنافسة على أفضل من المركز الثالث ، فعندئذ سيكون علينا أن نحتل المركز الثالث وليس السابع. لذلك فإن الطريق مازال طويلا أمامنا".
وتابع:"يجب أن نواصل ما نفعله الآن وأن يظل الشغف لدينا للفوز بسباقات جديدة ولتحسين مستوانا سباقا بعد الآخر".
ولاشك في أن تصريحات فيتيل هذه خالية تماما من أي منطق بالنسبة لمنافسي ريد بول الذين لم يتمكنوا من تشكيل أي نوع من الخطورة أو التحدي بالنسبة للفريق النمساوي حتى الآن.
وكان باتون وزميله بفريق ماكلارين لويس هاميلتون هما فقط من تمكن من التفوق على فيتيل بهذا الموسم في سباقي الجائزة الكبرى بكندا وتركيا على الترتيب ، ولكنهما أهدرا العديد من النقاط في السباقات الأخرى.
وينطبق الأمر نفسه على الأسباني فيرناندو ألونسو الذي قاد فريق فيراري إلى المركز الثاني أمام جمهور بلاده أمس الأحد ، وكذلك الأسترالي مارك ويبر زميل فيتيل في ريد بول الذي حل ثالثا في السباق الأوروبي.
وأظهر هاميلتون ، بطل العالم عام 2008 ، استسلامه عقب سباق أمس ، مشيرا إلى أن سيارتي ريد بول يجب "أن تبتعدا عن المضمار" أولا قبل أن يفكر في أي فرصة له لإحراز اللقب هذا الموسم.
أما ألونسو الذي أحرز لقب بطولة العالم في عامي 2005 و2006 فقال: "من الواضح أن لقب البطولة ليس ضمن حساباتنا حاليا".
كما يبدو أن باتون أيضا فقد الأمل في المنافسة هذا الموسم مع انتقال منافسات بطولة العالم إلى سيلفرستون في بريطانيا حيث فاز فيتيل باللقب عام 2009 وويبر عام 2010 .
وقال باتون: "كانت المضامير الأسوأ بالنسبة لريد بول هي مضامير السباقات الثلاثة السابقة ، وقد فاز سيباستيان في سباقين منهما .. إن فارق صدارة كبير وسيكون من الصعب أن نلحق به".
ويستعد فيتيل حاليا لدخول كتب الأرقام القياسية ، وقد جاء تحقيقه لأسرع زمن في اللفة خلال السباق أمس رغم أنه لم يكن يواجه أي ضغوط من أي سائق آخر ليثبت شغفه لتحقيق الامتياز.
وكتبت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية: "ليس منذ أن أجبر مايكل شوماخر الجميع على الخضوع في موسم 2004 ، أن اضطرت الجماهير للتفكير في فرض أحد لسيطرته في هذه الرياضة".
وأضافت: "لقد فاز شوماخر في 13 سباقا من أصل 18 سباقا بذلك الموسم في سيارة فريق فيراري حيث وصلت نسبة نجاحه بالموسم إلى 72% ، أما السائق الذي يطلقون عليه اسم شومي الصغير فقد وصلت نسبة نجاحه إلى 75% بهذا الموسم حتى الآن".