لم يكمل المدرب الكولومبي رينالدو رويدا عاما واحدا مع المنتخب الإكوادوري لكرة القدم لكنه أثار العديد من التساؤلات والشكوك حول ما يمكن أن يقدمه الفريق في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي تستضيفها الأرجنتين الشهر المقبل في ظل موجة التغييرات التي أجراها على صفوف الفريق من ناحية وابتعاد العديد من العناصر الأساسية المخضرمة عن صفوف الفريق.
وعندما يخوض المنتخب الإكوادوري فعاليات كوبا أمريكا 2011 بالأرجنتين ، سيكون الهدف الأساسي للفريق هو التوصل إلى التشكيل المثالي الذي يمكن من خلاله المنافسة بقوة في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وتمثل البطولة القارية أول اختبار للمنتخب الإكوادوري بقيادة رويدا الذي قاد الفريق في عدة مباريات ودية فقط على مدار 11 شهرا تولى فيها مسئولية الفريق.
وتولى رويدا تدريب الفريق في آب/أغسطس 2010 بعد نهاية مسيرته مع منتخب هندوراس في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وجاء إسناد المهمة إلى رويدا ليقطع الطريق أمام حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي مر بها المنتخب الإكوادوري بعد فشله في التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا حيث احتل المركز السادس في التصفيات.
وظل المنتخب الإكوادوري بلا مدير فني رسمي لأكثر من عام حتى جاء رويدا ليشعر أنصار الفريق بالارتياح قبل أن يعاودهم القلق على الفريق بسبب كثيرة التغييرات التي أجراها رويدا والتي أسفرت عن غياب العديد من اللاعبين المخضرمين عن صفوف الفريق.
وعلى مدار تسع مباريات ودية خاضها المنتخب الإكوادوري بقيادة رويدا ، حقق الفريق الفوز في مباراتين فقط وتعادل في أربع وخسر ثلاث مباريات وسجل لاعبو الفريق 11 هدفا في هذه المباريات واهتزت شباك الفريق بمثلها وذلك بخلاف المباراة التي خسرها مؤخرا أمام المنتخب المكسيكي الأولمبي صفر/1 .
وخلال هذه الشهور الماضية ، استدعى رويدا إلى الفريق أكثر من 40 لاعبا مما حرم الفريق من الاستقرار الذي يحتاجه في الاستعداد لبطولة كبيرة مثل كوبا أمريكا.
ولكن رويدا حرس دائما على التأكيد للجميع بأن هدفه الأساسي هو التأهل لمونديال 2014 بالبرازيل ولذلك فإنه يسعى لتكوين فريق يعتمد على اللاعبين الشبان القادرين على المنافسة بقوة في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال.
وكان ثمن هذه التغييرات هو ابتعاد العديد من اللاعبين المخضرمين والبارزين عن صفوف المنتخب الإكوادوري سواء لكبر السن أو لعدم اقتناع رويدا بمستواهم.
وتعرض رويدا لاتنتقادات حادة بسبب قراره بعدم استدعاء قائد الفريق إيفان "بام بام" هورتادو /36 عاما/ حيث استدعى مكانه لاعبون أصغر سنا مثل خورخي جواجوا وخايرو كامبوس وإيساك مينا.
ورغم عدم توصل رويدا بعد إلى التشكيلة المثالية لخط الدفاع ، أصبح من الصعب عليه إعادة بام بام.
وكان اللاعب خوسيه فرانسيسكو سيفايوس ، الذي يشتهر بأنه أفضل اللاعبين في تاريخ الإكوادور ، ضمن حسابات رويدا في بداية مسيرته مع الفريق ولكن سيفايوس أعلن اعتزاله في 16 أيار/مايو الماضي ليشغل منصب وزير الرياضة في الإكوادور.
ويفتقد رويدا في خط الهجوم جهود اللاعب كارلوس تينوريو /31 عاما/ لاعب النصر الإماراتي حيث يحترف اللاعب في أندية الخليج منذ عام 2003 .
كما نال رويدا انتقادات حادة لغياب اللاعبين فيليبي كايسيدو وخوفري جويرون رغم تألق كايسيدو بشكل كبير مع فريق ليفانتي الذي انتقل إليه في الموسم المنقضي وسجل له 13 هدفا في 27 مباراة ليساعده على البقاء في دوري الدرجة الأولى بأسبانيا.
وعلى غير المعتاد ، لم يشغل اللاعبون المحترفون في الخارج تفكير رويدا لتكون المرة الأولى في التاريخ التي يعتمد فيها منتخب الإكوادور على لاعبي الدوري المحلي مع الاستعانة بعدد قليل للغاية من المحترفين بالخارج مثل اللاعب لويس أنطونيو فالنسيا المحترف في مانشستر يونايتد الإنجليزي وكريستيان نوبوا قائد فريق روبن كازان الروسي.
وأصبح الهدف الرئيسي لرويدا حاليا هو تقديم عروض جيدة ونتائج طيبة في كوبا أمريكا من أجل إقناع أنصار الفريق بجدوى التغييرات التي أجراها حتى لا يضطر للعودة إلى المستبعدين من أجل المنافسة بقوة في تصفيات المونديال.
وعلى مدار التاريخ ، كانت بطولات كوبا أمريكا سببا دائما في رحيل مدربي المنتخب الإكوادوري بسبب سوء نتائج الفريق في مشاركاته بالبطولة ولكن رويدا تولى المسئولية قبل فترة قصيرة وما زال قادرا على تحمل صدمات الفشل أو التعامل بحكمة مع أي نجاح قد يحققه في البطولة.