عندما سجل المهاجم الهولندي ويسلي شنايدر الهدف الثاني في مباراة المنتخبين البرازيلي والهولندي بدور الثمانية لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، انطلقت الأبواق ونفير السيارات وسادت السعادة في أنحاء عديدة من الأرجنتين.
وخسر المنتخب البرازيلي في هذه المباراة أمام نظيره الهولندي 1/2 ليودع المونديال مبكرا ويمنح مشجعي الأرجنتين الفرصة للاحتفال في الشوارع والميادين.
واعتقد مشجعو الأرجنتين أن خروج منافسهم التقليدي العنيد من البطولة سيفتح الطريق أمام فريقهم "راقصو التانجو" للفوز باللقب للمرة الأولى منذ عام 1986 .
ولذلك ، هتف المشجعون في منطقة فلوريدا إحدى ضواحي العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس والتي يقطنها عدد كبير من السائحين البرازيليين "راجعين ، راجعين ، راجعين من تاني ، سنفوز باللقب مجددا مثلما نجحنا في 1986 ".
وفي المقابل شعر بعض المشجعين الأرجنتينيين بالسعادة ولكنهم تعاملوا مع الموقف بمزيد من الحذر حيث رأوا أن سقوط منافسهم التقليدي العنيد ربما يكون نذير شؤم .
وكان الأمر كذلك بالفعل ، حيث خرج المنتخب الأرجنتيني من اليوم التالي بعدما خسر بقيادة الأسطورة دييجو مارادونا المدير الفني للفريق أمام المنتخب الألماني بأربعة أهداف نظيفة ضمن منافسات دور الثمانية للبطولة أيضا.
وبينما كانت المدن البرازيلية في مرحلة النحيب على سقوط منتخبها ، تلقى مشجعو السامبا ما يثلج صدورهم ويحول أحزانهم إلى ابتسامة عريضة ارتسمت على الشفاه حيث احتفلوا بأهداف المنتخب الألماني في شباك التانجو الأرجنتيني.
ولم يكن مشجعو المنتخبين بحاجة إلى كل هذه الأحداث أو غيرها لزيادة حدة المنافسة والعداء بين المنتخبين في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي تستضيفها الأرجنتين حاليا.
ويخوض المنتخب البرازيلي فعاليات هذه البطولة ، بقيادة مديره الفني الجديد مانو مينزيس ، للدفاع عن اللقب الذي أحرزه في البطولتين الماضيتين في عامي 2004 ببيرو و2007 بفنزويلا.
ولكن الفريق الذي يضم العديد من النجوم في مختلف المراكز وخاصة في خط الهجوم مثل نيمار وجانسو وروبينيو وألكسندر باتو لم يعد المرشح الأقوى للفوز باللقب في البطولة هذه المرة.
وبعد فوزه على المنتخب الأرجنتيني في نهائي كل من البطولتين الماضيتين ، تسيطر رغبة الثأر على أصحاب الأرض في هذه البطولة التي يسعى من خلالها راقصو التانجو إلى استعادة اللقب الغائب عنهم منذ عام 1993 .
ويضاعف من حجم الترشيحات التي ترافق المنتخب الأرجنتيني في هذه البطولة التألق الواضح لنجم هجومه الشاب ليونيل ميسي نجم برشلونة الأسباني بعد موسم حافل بالتألق والإنجازات مع فريقه الأسباني ورغبته في نقل هذا النجاح إلى مسيرته مع منتخب بلاده.
وقال مشجع أرجنتيني "البرازيل لم تعد موجودة. سنحتفل باللقب لأنه سيكون لنا هذه المرة".
بينما قال مشجع آخر أكثر اعتدالا ، ولكنه يتمتع بنفس الثقة والحماس ، "المنتخب البرازيلي فريق رائع فاز بلقب كأس العالم خمس مرات سابقة. ولكنني أعتقد أننا سنفوز بلقب كوبا أمريكا هذه المرة".
وفي المقابل ، يهدف المنتخب البرازيلي في المقام الأول إلى إفساد المهرجان لأصحاب الأرض ولكنه بذلك يحتاج إلى أن يسبح ضد تيار الإحصائيات لأن المنتخب الأرجنتيني توج باللقب في ست من ثماني مرات استضافت فيها بلاده فعاليات البطولة التي يقتسم الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقبها مع منتخب أوروجواي برصيد 14 لقبا لكل منهما.
بينما نجح المنتخب البرازيلي في حسم اللقب لصالحه ثماني مرات منها أربعة ألقاب في البطولات الأربع التي استضافتها البرازيل على مدار تاريخ البطولات.
ويحلم الجميع في الأرجنتين حاليا بأن تشهد هذه البطولة مواجهة جديدة بين منتخبي الأرجنتين والبرازيل بصفتها المواجهة الأقوى في العالم ويسعى إليها المنظمون والمشجعون على حد سواء حيث تمثل مواجهة كروية رائعة وفرصة أيضا للمعلنين والرعاة.
وترجع المواجهة الأولى بين منتخبي البرازيل والأرجنتين ، أبرز منتخبين في قارة أمريكا الجنوبية ، إلى عام 1914 عندما فاز المنتخب الأرجنتيني على نظيره البرازيلي 3/صفر وديا في بوينس آيرس كما كانت آخر مواجهة بينهما ودية أيضا وفاز فيها المنتخب الأرجنتيني أيضا بهدف نظيف أحرزه ليونيل ميسي في العاصمة القطرية الدوحة.
والتقى الفريقان 90 مرة على مدار تاريخهما فكان الفوز من نصيب الأرجنتين في 34 مباراة مقابل 33 فوزا للسامبا البرازيلية و23 تعادلا بين الفريقين.
وشهدت بطولات كوبا أمريكا 32 من هذه المواجهات السابقة بين المنتخبين البارزين حيث حقق المنتخب الأرجنتيني الفوز في 15 منها مقابل تسعة انتصارات للبرازيل وثمانية تعادلات بين الفريقين.