تاريخياً، تتميز مدرسة أمريكا الجنوبية بالطابع الهجومي و المهارة العالية وهو ما زاد عدد عشاق هذه المدرسة بصفة عامة، وعملاقيها البرازيل والأرجنتين بصفة خاصة في كل أرجاء العالم.
النسخة رقم 43 (لكوبا أمريكا) التي انطلقت علي ملاعب الأرجنتين بداية يوليو الجاري و تُختتم في الرابع و العشرين من الشهر نفسه ، جاءت مخيبة للآمال علي صعيد تسجيل الأهداف التي تمثل المتعة الحقيقة لعشاق كرة القدم, حيث هز نجوم 8 منتخبات الشباك في ثلاث مناسبات فقط و بنسبة لا تزيد عن ثلاثة أرباع الهدف في اللقاء الواحد.
بداية صادمة
بعد أن أنهت المجموعة الأولي جولتها الأولي بتعادل وفوز و ثلاثة أهداف فقط , كان الأمل يداعب كل المتابعين بمشاهدة مزيداً من الأهداف خلال الجولة الأولي للمجموعة الثانية قبل أن تتواصل الصدمة و ينتهي لقائي هذه المجموعة بالتعادل السلبي.
فنزويلا توقف السامبا
علي ملعب سيوداد دي لا بلاتا - ملعب لقاء الافتتاح - كانت المواجهة السادسة بين البرازيل و فنزويلا طوال تاريخ البطولة و فيها أوقف النجوم القادمون من بلد الرئيس هوجو تشافيز تفوق "سحرة الأمازون" و نجحوا في تفادي الهزيمة لأول مرة طوال تاريخهم بالبطولة أمام المنتخب الذي حقق 8 ألقاب نصفها في النسخ الخمس الأخيرة.
(يبدو أن مصير مينيزيس لن يكون أفضل حالاً من سلفه دونجا) هكذا رددت الجماهير المحلية في البلد اللاتيني الذي يعشق كرة القدم حتى النخاع و هي تشاهد نجومها الكبار باتو و نيمار و روبينيو ومن بعدهم فريد و إيلانو عاجزين عن هز شباك الحارس ريني فيجا علي مدار تسعين دقيقة كاملة من عمر اللقاء الذي أداره الدولي البوليفي راؤول أوروسكو.
إثارة بلا أهداف
رغم أن اللقاء الثاني في هذه المجموعة الذي شهده ملعب الجنرال ستنسيالو لوبيز بمدينة سانتافي , كان مليئاً بالإثارة و الفرص الضائعة من الجانبين, إلا أن تألق الحارسين مارسيلو اليزاجا في الإكوادور و خوستو فيلار من البارجواي و قف حائلاً أمام تسجيل الأهداف.
زملاء روكي سانتا كروز مهاجم بلاكبيرن روفرز الإنجليزي ورفاق زميله في المسابقة العريقة لويس أنطونيو فالنسيا لاعب وسط مانشستر يونايتد, تسابقوا في أهدار الفرص لتأتي صافرة الدولي الأرجنتيني سيرجيو بيزوتا معلنة عن تعادل كل منتخبات هذه المجموعة في رصيد نقطة واحدة في انتظار قادم المواجهات.
أرقام للثانية
1- لأول مرة في تاريخها تنجح فنزويلا في تحقيق التعادل مع البرازيل خلال المواجهات المباشرة بين المنتخبين في البطولة التي بدأت بلقاءين في النسخة رقم 30 عام 1975 و فاز خلالهما "السليساو" 4- 0 و 6- 0 علي الترتيب, أبناء المدرب الشاب سيزار فارياس (38 سنة) أوقفوا الخسائر الثقيلة أما منافسهم الكبير التي و صلت لسبعة أهداف دون رد في أخر مواجهة جمعت المنتخبين في النسخة رقم 39 في بارجواي عام 1999.
2- إذا كان المنتخب البرازيلي قد حقق تعادله رقم 31 خلال لقاءه رقم 168 في البطولة و بنسبة مئوية تزيد قليلاً عن 18%, فإن نظيره الفنزويلي حقق تعادله رقم 10 في مواجهته رقم 50 في البطولة و بنسبة تعادل بلغت 20%.
3- في المواجهة الثانية حققت بارجواي تعادلها رقم 31 في لقاءها رقم 154 خلال مشاركتها رقم 35 في البطولة و بنسبة تزيد قليلاً عن 20%, أما الإكوادور فقد حققت تعادلها رقم 20 في لقاءها رقم 109 في مشاركتها رقم 27 و بلغت نسبة تحقيقها للتعادل حوالي 18%.
4 - جاء تعادل بارجواي مع الإكوادور بنتيجة (0-0 ) ليكون التعادل الثاني بين الفريقين بهذه النتيجة منذ انتهاء لقاءهما معاً بنفس الحصة خلال نسخة 1953 في بيرو التي حقق خلالها منتخب بارجواي لقبه الأول في البطولة, بصفة عامة يحمل تعادل الأمس الرقم 4 بين الفريقين في 16 لقاء بينهما في البطولة حقق فيها منتخب بارجواي 12 انتصارا دون أن يمنح الفرصة للإكوادور في الفرحة ولو لمرة واحدة.
5 - 4 مواجهات حتى الآن شهدت تسجيل ثلاثة أهداف فقط و بنسبة ثلاثة أرباع الهدف في اللقاء الواحد في بطولة سبق أن شهدت نسختها الحادية عشرة التي استضافتها بيرو عام 1927 تسجيل 37 هدفاً في 6 مباريات و بنسبة فاقت 6 أهداف في المباراة الواحدة!.
6 - تألق حارس مرمي منتخب كوستاريكا الشاب ليونيل موريرا في لقاء منتخب بلاده ضد كولمبيا (0-1) ثم تصدي حارسي الإكوادور اليزاجا و بارجواي فيار للعديد من الكرات الصعبة, يعتبر ظاهرة جديدة في حراسة المرمي في منتخبات الأمريكتين, التي تميزت طوال تاريخها بإفراز مهاجمين علي أعلي مستوي و حراس مرمي و مدافعين دون المتوسط, تألق موريرا ربما يعيد لعشاق المنتخب الكوستاريكي تألق الحارس الكبير جابيلو كونيجو في نهائيات كأس العالم بإيطاليا 1990.