ربما يختلف قليلون حول وصف النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أفضل لاعب كرة قدم في العالم ، ولكن من الواضح تماما أن أداء المنتخب الأرجنتيني حتى الآن في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) لا يتجاوز المتوسط.
وتعادل المنتخب الأرجنتيني المضيف للبطولة في أول مباراتين أمام منتخبي بوليفيا 1/1 وكولومبيا سلبيا.
حتى ميسي نفسه لم يظهر بالمستوى المتوقع له كأبرز نجوم فريق برشلونة الأسباني خلال الشوط الأول من المباراة أمام بوليفيا ، وبعدها سيطر عليه شيئ من الإحباط في المنتخب الذي لم يجد طريقة يتخلص بها من هاجس الخروج المبكر من البطولة المقامة على أرضه.
وبنهاية المباراة أمام المنتخب الكولومبي في "سانتا في" ، وجهت الجماهير الأرجنتينية صافرات الاستهجان للاعبي منتخبها وطالبوهم بالمزيد من الولاء للمنتخب كما هتفوا مرددين اسم الأسطورة دييجو مارادونا الذي كان يشغل منصب المدير الفني للفريق قبل سيرخيو باتيستا.
ويأتي ذلك رغم أن مارادونا كان قد أقيل من المنصب بسبب العروض المتواضعة للمنتخب في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وازدادت الأمور سوءا عندما رددت وسائل الإعلام الأرجنتينية أمس الجمعة أن خلافا نشب بين ميسي وزميله نيكولاس بورديسو مدافع فريق روما الإيطالي.
وتردد أن بورديسو وبخ النجم ميسي عقب المباراة أمام كولومبيا ووصفه بالطفل.
وتتساءل كل الصحف الأرجنتينية حول ما إذا كان ميسي يمكنه الأداء بشكل مختلف في الفريق الذي يعاني من عيوب واضحة بخلاف أداء المهاجم.
وأفلت المنتخب الأرجنتيني من الهزيمة في مباراته أمام نظيره البوليفي ، عندما سجل سيرخيو أجويرو هدف التعادل المتأخر.
وفي المباراة أمام كولومبيا ، كاد بورديسو أن يحصل على البطاقة الحمراء في الشوط الأول بسبب مخالفة واضحة داخل منطقة الجزاء لكن الحكم تغاضى عن طرده ، وكان الحارس سيرخيو روميرو هو أفضل عناصر المنتخب الأرجنتيني بكل المقاييس.
وترغب الجماهير الأرجنتينية أن يكون لميسي دور قيادي في المنتخب ، ولكنه معروف بعدم امتلاكه القدرة على ذلك.
وقال المحلل الرياضي هوراسيو باجاني في تصريحات لصحيفة "كلارين" الأرجنتينية أمس الجمعة :"إنه مهاجم استثنائي ، ويحسم الهجمات بشكل ليس له مثيل. لكنه ليس صانع ألعاب ، ولا قيمة لبدء المراوغة بالنسبة له من وسط الملعب لأنه مع طول الوقت يفقد الكرة ، إما لأنها تستخلص منه أو أنه يتعرض لعرقلة".
ووصف باجاني الوضع الحالي للمنتخب الأرجنتيني بأنه يشهد "خلطا بين الأدوار والمؤدين لهذه الأدوار.
وقدم محلل آخر ، وهو خوان بابلو فارسكي ، تقييما مشابها.
وقال فارسكي في تصريحات لصحيفة لا ناسيون :"لا يمكن اتهام أحد بافتقاد الموقف أو الإرادة. إنهم يعملون ولكن بشكل سيء. والمشكلة أكثر تعقيدا".
وأوضح :"الأرجنتين واجهت مرارا وتكرارا الأخطاء المتعلقة بالمفاهيم : مثل حيازة الكرة دون الحركة في العمق ، والتحرك بالكرة دون التمرير ، والتوغل دون التخلص من رقابة المدافعين ، وتكتل اللاعبين دون الاتصال بينهم ، والمسافات الكبيرة بين الخطوط. وهذا لا يعمل في اللعب الجماعي".
وفي المنتخب نفسه ، تعرف الأغلبية أن ميسي ليس سبب ظهور المنتخب الأرجنتيني بمستوى متواضع ، مثلما قال القائد خافيير ماسكيرانو.
وقال ماسكيرانو زميل ميسي في برشلونة أمس الجمعة :"في المباراة أمام بوليفيا لم نؤد بالشكل الصحيح ، وأمام كولومبيا ازدادت الأمور سوءا".
ويبدو المستقبل غير مشرق بالنسبة لميسي وزملائه بالمنتخب حيث تتزايد الضغوط ويبدو الأداء متواضعا بشكل كبير ، مع الحاجة الملحة لتحقيق نتائج جيدة.
ويلتقي المنتخب الأرجنتيني بعد غد الاثنين نظيره الكوستاريكي ، الذي لا تتجاوز أعمار لاعبيه 22 عاما ، في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الأولى