مثير للجدل ومحب للمواجهات و مزاجي ، وميال للتحدي دائما . يتطلع الأرجنتيني ريكاردو لافولبي المدير الفني لمنتخب كوستاريكا لكرة القدم في أن يتحول إلى ضيف اللحظة الأخيرة الذي يفسد حفل بلاده في بطولة كوبا أمريكا.
ووصل المدرب المعروف باسم "الشارب الكبير"، والمعروف جيدا في الكرة الأرجنتينية ، بشكل غير متوقع ودون تمهيد كثير إلى البطولة القارية ، بفريق شاب تحول إلى البديل غير المنتظر لليابان ، التي اضطرت للاعتذار بعد الزلزال المدمر وموجات تسونامي التي أعقبته في 11 آذار/مارس الماضي.
لكن الآن وبعد أن بات داخل الحفل ، يبدو أن الضيف يرغب في صنع تسونامي من نوع آخر ، كروي هذه المرة ، عندما يواجه غدا الاثنين منتخب الأرجنتين الذي يدربه سيرخيو باتيستا. وفوز المنتخب الكوستاريكي أو تعادله سيطيح بمنتخب التانجو بقيادة ليونيل ميسي إلى خارج البطولة من الدور الأول ، حيث يحتل المركز الثاني للمجموعة بثلاث نقاط بفارق نقطة عن راقصي التانجو.
وحذر باتيستا قبل مباراة يبدو فيها مدرب المنافس كأخطر عناصره من أن "لافولبي يعرف الأرجنتين جيدا ، ولطالما لعب أمامها بشكل جيد".
وبالفعل فإن لافولبي يعرف جيدا كيف يواجه التانجو ويصعب عليه الأمور. ففي مونديال ألمانيا عام 2006 كان قريبا من الإطاحة بالفريق عندما خرج المنتخب المكسيكي تحت قيادته من دور الستة العشر بصعوبة على يد الأرجنتين التي كان مدربها حينها هو خوسيه بيكرمان ، بعد مباراة مغلقة امتدت إلى وقت إضافي.
كما سبق "للشارب الكبير" أن تولى تدريب بوكا جونيورز وفيليز سارسفيلد في الدوري الأرجنتيني ، إلا أنه لم يخرج من ذلك بذكريات جيدة. فقد درب بوكا عام 2006 وظل مع الفريق نحو شهرين قبل أن يرحل وسط لعنات الجماهير بعد أن أهدر فرصة الفوز ببطولةالدوري التي كانت محسومة تقريبا للفريق.
ومع إثارته للجدل دوما ، لم يتوقف لا فولبي عن الدخول في مواجهات مع كل نجوم الساحرة المستديرة تقريبا خلال تاريخه في التدريب. وهوجو سانشيز وكواوتيموك بلانكو ودييجو مارادونا وخوان رومان ريكيلمي ليسوا إلا أمثلة على بعض الصدامات التي دخل فيها المدير الفني السابق لأندية أطلنطي وتشيفاس جوادالاخارا وأطلس ومونتيراي وأمريكا المكسيكية.
وتسببت طبيعته التي تميل إلى المواجهة في مشكلات له مع أغلب الفرق التي تولى إدارتها الفنية. ومن الأمثلة على ذلك ما صرح به خلال تدريبه لأطلس وكان خير دليل على مزاجه العصبي "لقد تعاقدتم معي هنا ، وعليكم أنتم أن تتأقلموا على طبيعتي وليس العكس ، وهذا هو ما يجب على كل لاعب أن يفهمه ، أنا ليس علي أن أتأقلم على أسلوب أحد".
كما ان علاقته بالصحافة لا تبدو جيدة ، وخاصة في الفترة التي كان فيها مدربا فنيا لمنتخب المكسيك. بيد أنه تحول إلى هدف لسيل من الانتقادات خلال تولية منصب المدير الفني لمنتخب كوستاريكا ، بعد المستوى الذي ظهر به هذا الفريق في بطولة "الكأس الذهبية" لاتحاد دول أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم (كونكاكاف) ، وودعها من دور الثمانية على يد هندوراس بركلات الترجيح.
ورد المدرب على تلك الانتقادات بعد الفوز على بوليفيا 2/ صفر في كوبا أمريكا قائلا "كما أننا لم نكن في الأسفل تماما كما كان البعض يظن ، الآن نحن لسنا في الأعلى ، ولسنا قادرين على لمس السحاب".
وحتى لو لم يلمس السحاب ، يدرك لافولبي جيدا أن تحقيق نتيجة جيدة أمام الأرجنتين قد تحول بطولة كوبا أمريكا بالنسبة لميسي وباتيستا وبقية النجوم إلى جحيم حقيقي.