قدم منتخب الأوروجواي المزدان بالخبرة والنجوم واحدة من أجمل مباريات بطولة كوبا أميركا عندما تفوق أداءً ونتيجة على الفريق المكسيكي الشاب والذي لم يستطع مجاراة منتخب( سولو دي مايو) او (شمس شهر مايو) كما تقال بالاسبانية فكسبوا أصحاب القبعات الخضر (المكسيك) بهدف وحيد بعدما أهدروا فرصاً كثيرة من الأهداف حيث كانت المباراة سريعة ومفتوحة منذ دقائقها الأولى واستمعت فيها الجماهير باللعب السريع الخاطف وحالاتي الانتقال من الدفاع إلى الهجوم بشكل متناسق ومدروس.
دخل المدرب الاوروجواني تاباريز المباراة بنظامي لعب هما( 4-4-2) و(3-4-3) بتشكيلة مؤلفة من (موسليرا ،بيريرا ،كواتس،لوجانو،ماكسيمليانو بيريرا ،جونزاليس ،بيريز ،اريفالو ،رودريجز، فورلان، سواريز)
إما المدرب المكسيكي لويس فيرناندو تينا فقد بدأ المباراة بنظام لعب(4-4-2) أيضا لكنه انهي المباراة (5-4-1) مؤلفة من(ميشيل،ماير،أراوخو، رينوسو، تشافيز،أجيلارا،انريكيز،رييس، بونسي، دي سانتوس ورافاييل لوجو)
كانت إستراتيجية لعب تاباريز تقوم على الحيازة المطلقة للكرة وتفعيل اللعب نحو الإطراف بشكل سريع وذلك بصعود الظهيرين (ماكسيمليانو بيريرا ، ألفارو بيريرا) فالأول كان يتقدم على جهة اليمين في حالات الكرات الهوائية التي تلعب على الإطراف وإما الثاني فأن كانت واجباته متعددة فهو بالإضافة إلى كونه ظهير يسار لديه واجبات دفاعية أو التراجع في حالة فقد الكرات لكنه كان يلعب المناولة القصيرة على الإطراف وبشكل خاطف وهو كثيرا ما أسرع من إيقاع اللعب في حالة الانتقال وأيضا كان يدخل في العمق في حالة تبادل المراكز مع رودريجز في تولى بيريز دور الإسناد والتقدم إلى فورلان او سواريز وكان دائم التحرك والتقدم وأستطاع اريفالو بالإضافة إلى واجبه بمراقبة المكسيكي (دي سانتوس) وتجريده من خطورته لكنه أكثر من الانتقال والتحرك تجاه كل زميل يحمل الكرة ومرر الكثير من الكرات الخطيرة في العمق.
إما المدرب فيرناندو تينا فقد واجه مداً متواصلاً من اللعب السريع وحاول بقدر الإمكان الحد من خطورة (فورلان سواريز) عندما ارجع كل من انريكيز وريس إلى الوراء ومحاولة اللعب دفاع المراقبة رجل لرجل معها وتقديم العون إلى المدافعين (أجيلارا رينوسو )لكن دون جدوى وتعرض جهة الظهير ماير إلى خطورة متواصلة عبر انطلاق فوران نحو الإطراف او صعود ألفارو بيريرا في تلك الجهة.. كما ان سواريز عمل فراغات كثيرة عن طريق سحب المدافعين صوب الأطراف وعمل فراغات مثالية (لفورلان او بيريز ،جونزاليس) .
واستمرت السيطرة الاوروجوانية حتى بعد تسجيل الهدف الأول على إثر ركلة حرة لعبها فورلان قوية لترتد بأقدام الدفاع المكسيكي ثم ليسددها ألفارو بيريرا داخل منطقة الجزاء لكن حارس المرمى المكسيكي ميتشل لم يتمكن من التقاطها فسقطت من يديه ليتابعها بيريرا مجددا بتسديدها إلى داخل الشباك.
وفي الشوط الثاني واصلت كتيبة تاباريز الضغط المباشر واتبعوا أسلوب تركيز اللعب على الإطراف وعكس الكروسات على الهوائية منطقة الجزاء او عن طريق نقلات رباعية تبدأ من الوسط وبلمسة واحدة إما نحو الأطراف أو بالعمق مستغلين انطلاقات المكوكية لسواريز فورلان رودريجز أو بديله ايغورين لتنتهي المباراة بهدف يتيم وأداء مستحق رغم امتعاض لاعبي الفريق المكسيكي على حكم المباراة الذي الغي لهم هدفاً بداعي التسلسل في حين كان دي سانتوس غائباً في هذه المباراة اللهم إلا في كرة خطرة ونفس الكلام يقال لزميله لوجو .
وبشكل عام من المباراة يمكن حصرأسباب تفوق المدرب تاباريز على نظيرة المكسيكي في نقطتين اثنين هما:
الاول : ان تاباريز زاوج بدهاء ما بين تشكيليين (4-4-2 )و ( 3-4-3 )وذلك بسبب امتلاكه لظهيرين رائعين كانا وما يزالا يمثلان العلامة الفارقة في الفريق الاوروجواني ويؤديان الأدوار الدفاعية والهجومية ببراعة لتامين زيادة عددية على الأطراف عبر التمرير السريع واللعب على الفراغ عند تغيير اللعب.
إما السبب الثاني فهو خبرة اللاعبين الاوروجوانين مقارنة بلاعبي المنتخب المكسيكي الشاب الذين واجهوا تحديا كبيرا ولم يستطع المدرب المكسيكي ان يجد حلولاً على ارض الواقع بسبب (الايقاع السريع) في نقل الكرات على الأطراف وأسلوب السهل الممتنع في الاستلام والتسليم وتغيير المراكز وتحركات ثلاثي الهجوم الأوروجواي الخاطفة .