في نهائي مبكر للبطولة وقمة لاتينية لم تكن متوقعة في هذه المرحلة المبكرة ، يلتقي المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم ومنتخب أوروجواي غدا السبت بمدينة "سانتا في" في أبرز مواجهات دور الثمانية لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) المقامة حاليا بالأرجنتين.
لم تكن هذه المواجهة متوقعة في دور الثمانية حيث كان كل من الفريقين مرشحا لبلوغ المباراة النهائية، بل والفوز باللقب ولكن البداية المهتزة لكل منهما أسفرت عن هذه مواجهتهما معا والتي ستطيح بأحد المرشحين للقب مبكرا.
دائما ما تحظى المواجهات بين المنتخبين بأهمية بالغة في بطولات "كوبا أمريكا" بسبب تكافؤ كفتي الفريقين في البطولة القارية الأقدم على مستوى العالم.
يقتسم المنتخبان الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب برصيد 14 لقبا لكل منهما بخلاف فوز كل منهما بلقب كأس العالم مرتين سابقتين.
لذلك تمثل المواجهة بين الفريقين قمة ساخنة مبكرة في هذه البطولة، يطلق عليها لقب "كلاسيكو نهر لا بلاتا" الذي تقع على ضفتيه عاصمتا الدولتين، بوينس آيرس (الأرجنتين) ومونتفيديو (أوروجواي).
نال المنتخب الأرجنتيني قسطا كبيرا من الترشيحات قبل بداية البطولة للمنافسة على اللقب واستعادته بعد غياب دام 18 عاما نظرا لاستضافة البطولة على أرضه وبين جماهيره المتحمسة والتي تمثل عاملا مهما للحسم في مواجهة المنافسين وأسلوبا للضغط على اللاعبين من أجل الفوز بأول لقب لراقصي التانجو الأرجنتيني منذ عام 1993 .
كما يضم المنتخب الأرجنتيني بين صفوفه مجموعة من أبرز نجوم العالم والذين يحترف معظمهم في كبرى بطولات الدوري الأوروبية مثل ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم، وزميليه في برشلونة الأسباني خافيير ماسكيرانو وجابرييل ميليتو وآنخل دي ماريا وجونزالو هيجوين نجمي ريال مدريد الأسباني، وسيرخيو أجويرو نجم أتلتيكو مدريد الأسباني، وكارلوس تيفيز مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي، وغيرهم من النجوم الشبان والمخضرمين بقيادة خافيير زانيتي نجم انتر ميلان الإيطالي.
كما خاض منتخب أوروجواي البطولة بترشيحات قوية مماثلة بعد فوز الفريق بالمركز الرابع في بطولة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا وفوز نجم هجومه دييجو فورلان بلقب أفضل لاعب في البطولة نفسها ليكون الفريق هو الأفضل من بين جميع منتخبات أمريكا الجنوبية التي شاركت في مونديال 2010 .
وإلى جانب فورلان مهاجم أتلتيكو مدريد الأسباني، يضم منتخب أوروجواي بين صفوفه العديد من النجوم مثل لويس سواريز وإدينسون كافاني وألفارو بيريرا وغيرهم.
وبالاضافة الى الترشيحات القوية للفريقين في هذه البطولة ، يتفق المنتخبان في أمور عدة قبل مواجهة الغد حيث وصل كل منهما إلى هذه المواجهة بعدما احتل المركز الثاني في مجموعته بالدور الأول نتيجة بداية مهتزة وصحوة متأخرة.
وسقط المنتخب الأرجنتيني في فخ التعادل 1/1 مع نظيره البوليفي في المباراة الافتتاحية للبطولة، ثم اتبعه بتعادل آخر مع كولومبيا سلبيا قبل أن يفيق راقصو التانجو من هذه البداية السيئة ليحققوا فوزا كبيرا 3/صفر على كوستاريكا في ختام مسيرة الفريق بدور المجموعات ليحتل الفريق المركز الاثني في المجموعة.
وفي الوقت نفسه ، سقط منتخب أوروجواي في فخ التعادل 1/1 مع بيرو ثم أتبعه بتعادل مع تشيلي بالنتيجة نفسها قبل أن يستعيد نغمة الانتصارات بفوز ثمين 1/صفر على المنتخب المكسيكي ليحجز مكانه في دور الثمانية من خلال احتلال المركز الثاني في المجموعة.
جاء الفوز في الجولة الثالثة بالدور الأول لكل من المنتخبين ليطمئن جماهيرهما بشأن قدرة كل منهما على المنافسة القوية على اللقب ولكن الحظ العاثر أوقعهما في مواجهة مبكرة سويا.
وأكد أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب أوروجواي أن مباراة فريقه مع نظيره الأرجنتيني ستكون لقاء "حياة أو موت".
وقال تاباريز عقب فوز فريقه بصعوبة على المكسيك 1/صفر "من الآن فصاعدا ، ستكون المباريات مواجهات حياة أو موت.. سبتدأ البطولة الحقيقية من دور الثمانية".
واكد تاباريز تفاؤله بقوله ، "رغم أننا لم نقدم حتى الآن العروض التي نريدها ، لم يخسر فريقي أي مباراة في البطولة.. قالوا إن منتخب تشيلي هو الأفضل في البطولة ، ولكنه لم يحقق الفوز علينا. نتسم بالعناد وسنبذل كل ما بوسعنا في مواجهة الأرجنتين لنحقق نتيجة إيجابية".
وأوضح تاباريز أن فريقه أقصى المنتخب الفنزويلي، صاحب الأرض، في البطولة الماضية عام 2007 وسيسعى لإقصاء أصحاب الأرض هذه المرة أيضا رغم الفارق بين مستوى صاحبي الأرض في البطولتين.
اطمأن أنصار التانجو على نجمهم الشهير ليونيل ميسي الذي استعاد عروضه البراقة ولعب دورا أساسيا في الفوز الكبير على كوستاريكا.
كما اطمأن أنصار منتخب أوروجواي على نجومهم، وخاصة فورلان الذي قدم عرضا قويا في مواجهة المكسيك وإن عانده الحظ مجددا ليفشل في هز الشباك، ولكنه ما زال قادرا على استعادة ذاكرة التهديف وقد ينجح في ذلك أمام التانجو الأرجنتيني.
وأكد لويس سواريز مهاجم منتخب أوروجواي أن المنتخب الأرجنتيني لديه بعض الأمور التي يحتاج إلى تصحيحها قبل المواجهة المرتقبة بين المنتخبين.
وقال سواريز نجم هجوم ليفربول الإنجليزي: "المنتخب الأرجنتيني سيحظى بمساندة جماهيره ولكننا سنبذل قصارى جهدنا".
اتفق سواريز مع زميله المدافع دييجو لوجانو قائد منتخب أوروجواي على أن المنتخب الأرجنتيني يعاني من بعض نقاط الضعف، خاصة في خط الدفاع مما سيفيد منتخب أوروجواي في مباراة الغد.
وحول إمكانية مواصلة إهدار الفرص السهلة ، قال لوجانو إن كل مباراة تختلف عن الأخرى ولها ظروفها الخاصة. وأبدى لوجانو احترامه التام لليونيل ميسي نجم المنتخب الأرجنتيني وأفضل لاعب في العالم.
في المقابل ، أعرب المهاجم الأرجنتيني الدولي جونزالو هيجوين عن ثقته البالغة في فرص منتخب بلاده لإحراز لقب البطولة وذلك بعد وصول زميله ميسي للمستوى الرائع الذي ظهر عليه في مباراة كوستاريكا.
وقال هيجوين: "إذا واصل ميسي الظهور بهذا المستوى، فإن المنتخب الأرجنتيني يملك فرصة كبيرة للغاية للتتويج باللقب.. تجاوزنا اللحظات الصعبة والعصيبة ويمكننا أن نبرهن على قدرتنا على الفوز باللقب".
تشهد المباراة غدا مواجهة مثيرة بين فورلان وأجويرو ليتحول الزملاء إلى أعداء حيث يلعب كل منهما لفريق أتلتيكو مدريد الأسباني.
سجل أجويرو ثلاثة أهداف ليتصدر قائمة هدافي البطولة ، ولكن فورلان مازال يعاني بشدة من العقم التهديفي الذي يلازمه مع المنتخب منذ أكثر من عام وعلى مدار عشر مباريات متتالية.
ولكن منتخب أوروجواي يجد في لاعب خط وسطه ألفارو بيريرا سلاحا هجوميا آخر حيث نجح اللاعب في تسجيل هدفين من الأهداف الثلاثة التي أحرزها الفريق في البطولة مما يجعله تعزيزا رائعا لهجوم الفريق.
تجدر الإشارة أيضا إلى أن فورلان كان يعتزم الزواج من خطيبته عارضة الأزياء الأرجنتينية زايرا نارا عقب انتهاء هذه البطولة ولكنهما انفصلا قبل بدايتها مباشرة لتغيب نارا عن مدرجات الاستاد في مباراة السبت وتفلت من حيرة تشجيع منتخب بلادها أو منتخب خطيبها.
كما تجدر الإشارة إلى أن مباراة السبت ستكون المواجهة رقم 30 بين الفريقين في تاريخ البطولة. وعلى مدار 29 مواجهة سابقة ، لم يحظ أي منهما بأفضلية على الآخر حيث فاز كل منهما في 13 مباراة وتعادلا في ثلاث مباريات