تتفوق بيرو على كولومبيا بالنظر إلى لقاءاتهما التاريخية في كوبا أمريكا والبالغ عددها 13 قبل مباراتهما غدا السبت في الدور ربع النهائي لنسخة 2011 بالأرجنتين.
وحققت بيرو ستة انتصارات مقابل اثنين لكولومبيا، فيما سيطر التعادل على خمس مواجهات بينهما، علما بأنهما التقيا للمرة الأولى في بطولة 1947 بالإكوادور.
وسجلت بيرو 24 هدفا منها 13 في أول ثلاث لقاءات بين عامي 1947 و1975 ، فيما ردت كولومبيا بتسجيل 13 هدفا.
وتعتبر أبرز مواجهات الفريقين في نهائي نسخة 1975 حين لم تكن البطولة تجرى بالنظام المجمع كما هو الحال الآن، فالتقى الفريقان في النهائي على مدار ثلاث مباريات.
وفاز الكولومبيون في الأولى بعاصمتهم بوجوتا بهدف لبونسيانو كاسترو (ق38) ثم فازت بيرو بهدفين في ليما من توقيع كارلوس أولبيتاس (ق18) وأوسوالدو راميريز (ق44).
ولعب الفريقان مباراة ثالثة على أرض محايدة في العاصمة الفنزويلية كاراكاس وفازت بيرو بهدف من توقيع النجم هوجو سوتيل (ق25).
وبالرغم من الأفضلية التاريخية لبيرو، إلا أنها حققت الفوز الأخير على كولومبيا قبل 18 عاما في نسخة 1983.
ومنذ ذلك الحين التقى الفريقان في خمس مناسبات ففازت كولومبيا في واحدة (3-0) عام 2001 حين أحرزت اللقب فيما تعادلا في المناسبات الأربع الأخرى التي كان آخرها نسخة 2004.
بعد أن قدم عرضوا مقنعة خلال الدور الأول في كوبا أمريكا، يبدو المنتخب الكولومبي مرشحا بقوة للفوز على بيرو غدا السبت في الدور الربع النهائي رغم عنصر المفاجأة الذي يسعى خصمه إلى التسلح به.
وينتظر أن يشهد اللقاء أهدافا غزيرة كونه يقام على ملعب ماريو كيمبس بمدينة كوردوبا وهو المسرح الذي شذ عن غالبية ملاعب البطولة إذ شهد تسعة أهداف في مباراتين، فازت في أولاهما الأرجنتين على كوستاريكا (3-0) وتغلبت البرازيل في الأخرى على الإكوادور (4-2).
ويدخل لاعبو كولومبيا المواجهة بعد أن اكتسبوا ثقة تصدر المجموعة الأولى التي ضمت الأرجنتين صاحبة الأرض، فبجانب التعادل معها دون أهداف، نجحوا في خطف الفوز على كل من كوستاريكا (1-0) وبوليفيا (2-0).
وتملك كولومبيا أوراقا رابحة أبرزها المهاجم راداميل فالكاو جارسيا صاحب هدفي الفوز على بوليفيا والذي يمثل رأس مثلث يتحرك خلفه الثنائي أدريان راموس ودايرو مورينو لإرباك دفاعات الخصم.
كما يبرز بين الأرقام الإيجابية الأخرى للفريق، حارس مرماه لويس مارتينيز، الوحيد الذي لم تهتز شباكه منذ بدء البطولة إلى الآن.
وبرغم هذه المؤشرات الإيجابية، إلا أن المدرب الكولومبي إرنان داريو جوميز لم يزل متمسكا بخفض سقف التوقعات خشية أن يتعرض لاعبوه لضغط إضافي في محاولتهم لتحقيق اللقب القاري الثاني.
واعترف جوميز في آخر تصريحاته بأن التواجد في الدور الثاني يعني "عدم وجود هامش للخطأ"، مضيفا "لقد عاد الشعب الكولومبي للحلم من جديد وبدأ يهتم بالمنتخب مرة أخرى".
وعلى الجهة الأخرى، يبرز منتخب بيرو كفريق لم يكن مرشحا للتواجد في الدور الثاني، وهو الإنجاز الذي عبر عنه مدربه الأوروجوائي المخضرم سرخيو ماركاريان بوصفه "كفر بواقع كرة القدم".
وتعادلت بيرو مع أوروجواي في افتتاح المجموعة الثالثة (1-1) ثم تغلبت على المكسيك (1-0) قبل أن تخسر في الوقت القاتل من تشيلي (0-1) في مباراة كلاسيكو الباسيفيك التي تحمل معها خلفيات النزاع السياسي بين البلدين على ترسيم الحدود البحرية، للتأهل ضمن أفضل فريقين بين أصحاب المركز الثالث.
ووصف ماركاريان منتخب كولومبيا بالخصم "الصعب للغاية"، إلا أنه ومع ذلك لم يخف آماله في أن تنجح بيرو في حسم اللقاء خلال الدقائق التسعين دون الحاجة إلى اللجوء لوقت إضافي.
ويعول المدرب المخضرم في ذلك على مهاجمه باولو جيريرو الذي سجل هدفي الفريق في البطولة إلى الآن إذ أظهر قدرة كبيرة على مغالطة الدفاعات واستغلال الهجمات المرتدة.
ولعل أبرز ما يؤرق ماركاريان المعروف بميوله الدفاعية هو وجود شكوك حول لحاق عدد من العناصر البارزة بتشكيل فريقه الأساسي مثل الجناح الأيسر خوان فارجاس وقلب الدفاع سانتياجو أكاسييتي.
ويفتقد ماركاريان بشكل مؤكد جهود المدافع جان كارلو كارمونا للإيقاف بعد طرده أمام تشيلي، وهو ما يوسع من قائمة الغيابات التي بدأت في التشكل قبل البطولة وضمت الهداف كلاوديو بيزارو ولاعب الوسط المهاجم جيفرسون فارفان للإصابة.
ولم تفز بيرو بلقب كوبا أمريكا منذ تتويجها الثاني عام 1975 في عهد جيلها الذهبي الذي قاده النجم تيوفيلو كوبياس.
يذكر أن الفائز من لقاء بيرو وكولومبيا سيلتقي مع من سيفوز بلقاء الأرجنتين وأوروجواي في المربع الذهبي