يرفع منتخبا تشيلي وفنزويلا لكرة القدم شعار "التحدي والحذر" عندما يلتقيان غدا الأحد بمدينة سان خوان في ختام مباريات دور الثمانية لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) المقامة حاليا بالأرجنتين.
وعلى الرغم من الترشيحات الضعيفة التي صاحبت كلا من الفريقين قبل بداية البطولة ، نجح كل منهما في ترك بصمة رائعة بالدور الأول للبطولة مما يجعلهما مرشحين حاليا لإمكانية العبور إلى المباراة النهائية.
ولم يكن منتخب تشيلي مرشحا للخروج من الدور الأول للبطولة ولكن لم يكن من المتوقع أيضا أن يتصدر مجموعته في الدور الأول بهذا الشكل الرائع خاصة وأن جميع المتابعين للبطولة اعترفوا بأنه صاحب أفضل العروض في الدور الأول.
وحافظ منتخب تشيلي على سجله خاليا من الهزائم في الدور الأول فاستهل مسيرته في البطولة بفوز مثير على نظيره المكسيكي 2/1 ثم تعادل 1/1 بجدارة مع أوروجواي ليضمن التأهل لدور الثمانية مبكرا قبل أن يختتم مسيرته في الدور الأول بفوز مثير 1/صفر على بيرو ليتربع على قمة المجموعة بلا منازع رافعا رصيده إلى سبع نقاط.
وفي المقابل ، كان المنتخب الفنزويلي هو الحصان الأسود للبطولة الحالية بل وأصبح الفريق العنابي هو بطل المفاجآت لدرجة يصعب معها التكهن بما يمكن أن يفعله الفريق في أي مباراة.
وفجر المنتخب الفنزويلي أولى مفاجآته عندما حقق تعادلا سلبيا بطعم الفوز مع نظيره البرازيلي حامل اللقب ثم تغلب الفريق على المنتخب الإكوادوري 1/صفر قبل أن يقدم فاصلا من الإثارة والمفاجآت في المباراة الثالثة ليخطف التعادل 3/3 من منتخب باراجواي في الوقت بدل الضائع بعدما ظل الأخير متقدما 3/1 حتى الدقيقة 89 .
واحتل المنتخب الفنزويلي المركز الثاني في المجموعة الثانية بالدور الأول برصيد خمس نقاط وبفارق هدف فقط خلف المنتخب البرازيلي.
ولذلك ، لن تكون مباراة الغد من طرف واحد بل ستكون في غاية التكافؤ بين فريقين نجح كل منهما في ترك بصمته بالدور الأول وما زالت لديه القدرة على التقدم في البطولة لأنه يمتلك المقومات والإمكانيات التي تساعده على ذلك.
وأكد المدرب الأرجنتيني كلاوديو بورجي المدير الفني لمنتخب تشيلي إن المنتخب الفنزويلي تطور كثيرا في السنوات القليلة الماضية وأنه يتعين على فريقه توخي الحذر في مباراة الفريقين غدا.
وقال بورجي "أحترم كل شخص. أتفق بشأن أفضليتنا من ناحية حصولنا على مزيد من الراحة لأننا لم نتنقل كثيرا".
واعترف بورجي بأنه يفضل بالطبع مواجهة المنتخب الفنزويلي وليس منتخب البرازيل.
وقال بورجي "لسنا أفضل أو أقل في المستوى من فنزويلا. نخوض المباراة بجدية واحترام للمنافس.. قبل ذلك ، كانت هذه المباريات محسومة ولكن المنافس لم يعد كما كان حيث اكتسب الاحترام على مدار السنوات الست أو السبع الأخيرة بالعمل الجاد والمهم ومع وجود بعض اللاعبين المهمين في صفوفه وذلك من المحترفين بأوروبا".
ويفتقد منتخب تشيلي في هذه المباراة جهود لاعبيه ماتياس فيرنانديز للإصابة وجان بوسيجور للإيقاف بينما اطمأن الفريق على اللاعب لويس خيمينيز.
وينتظر أن يحل أرتورو فيدال مكان بوسيجور كما سيلعب كارلوس كارمونا كمحور ارتكاز في خط الوسط بجوار جاري ميديل وهو ما وصفه بورجي بأنه "تغيير طبيعي".
وأشاد بورجي بمستوى فيدال نجم باير ليفركوزن الألماني مؤكدا أنه لاعب يجيد اللعب في أكثر من مركز ويستطيع تنفيذ أكثر من مهمة ولديه سيطرة رائعة على الكرة. وأوضح "نخسر بعض الأشياء (لإصابات وإيقافات اللاعبين) ونفوز بأشياء أخرى".
وأكد بورجي أن اللاعب هامبرتو سوازو سيستمر في قيادة هجوم الفريق رغم فشله في هز الشباك حتى الآن.
وقال المدرب الأرجنتيني "مهمته هي تسجيل الأهداف ولكنه يصنع لنال أيضا المساحات ويلمس الكرة كثيرا ، وأنتظر منه هز الشباك في الوقت الضروري. لا أعتزم على الإطلاق استبعاده من التشكيل الأساسي".
وكشف بورجي أنه لن يجر تغييرات على خطة لعب الفريق وأوضح أن الفريق سيلعب بطريقة 3/3/1/2 مؤكدا أنه لن يجري تغييرات في الدفاع وخط الوسط ، لكنه سيشرك آرتورو فيدال في مركز الظهير الأيسر وماوريسيو إيسلا في الناحية اليمنى.
وفي المقابل ، يمتلك منتخب فنزويلا إمكانيات هائلة وهجوم قوي قادر على التسجيل في أي وقت وخاصة وسط ضغوط الدقائق الأخيرة وذلك بقيادة نيكولاس فيدور ميكو.
ومن المؤكد أن الفريق الذي نجح في عبور الدور الأول عندما استضافت بلاده البطولة الماضية عام 2007 يطمح الآن إلى تحقيق إنجاز أفضل بعبور دور الثمانية إلى المربع الذهبي من خلال هذا الجيل الذهبي الذي يتألق في البطولة الحالية