سيكون عشاق الكرة السورية اليوم السبت على موعد مع الخطوة الأولى من مشوار الألف ميل المونديالي الذي ينتهي مصب منافساته في الأراضي البرازيلية عام 2014 ، إذ يلتقي منتخبنا الوطني الأول منتخب طاجيكستان ضمن التصفيات المؤهلة لدور المجموعات الآسيوية المؤهلة بدورها لمونديال البرازيل 2014.
و يتطلع محبوا " النسور الحمر " إلى فوز يسهل المهمة على أبناء المحروس ، و يضمن لهم مباراة عودة سهلة نسبياً في الأراضي الطاجيكية.
و كما أصبح معلوماً ، فإن منتخبنا الوطني سيخوض لقاء الذهاب على أرض استاد الملك عبد الله الثاني في العاصمة الأردنية عمان ، و ذلك بعد فرض الاتحاد الدولي لكرة القدم حظراً على استضافة سورية للمباريات الرسمية و ترك لها حرية اختيار الأرض البديلة لأرضها وكان أن اختار الاتحاد السوري العاصمة الأردنية عمان لتكون أرضه المؤقتة بانتظار انتهاء حظر الفيفا.
و ألقى معظم المتابعين سواء في الشارع الرياضي أو على الشبكة العنكبوتية باللائمة على اتحاد الكرة جراء عجزه عن ثني الفيفا اتجاه اتخاذ هذا القرار الظالم للكرة السورية كما وصفه البعض ، في الوقت الذي تم اعتبار التخبط الذي رافق إدارة اتحاد الكرة للمنافسات المحلية بين الإيقاف و الاستكمال سبباً رئيسياً للقرار الذي اتخذه الفيفا ، و الذي وصف بالـ " تعسفي " في الأوساط الرياضية السورية.
و كان اتحاد الكرة أرسل للاتحاد الدولي كتباً أكد فيها على جاهزية سورية لاستضافة أي استحقاق خارجي على الصعيد الفني و الأمني ، مقدماً العهود و الضمانات كافة ، و استشهد اتحاد الكرة باستضافة سورية لمباريات فريق الصقر اليمني ضمن منافسات بطولة كأس الاتحاد الآسيوي 2011 ، إلا أن الاتحاد الدولي أصر على قراره.
و على الصعيد الفني يدخل منتخبنا الوطني اللقاء بصفوف شبه مكتملة ، في ظل عدم وجود أي إصابات ، إضافة إلى التحاق النجم فراس الخطيب ببعثة المنتخب المتواجدة في الأردن.
و كان مدرب المنتخب نزار محروس أعلن قبل أيام عن تشكيلة المنتخب النهائية و التي ضمت : طه موسى - بلال عبد الدايم - علي دياب - فراس اسماعيل - جهاد الحسين - عبد الرزاق الحسين - محمود آمنة - ماهر السيد - عبد القادر دكة - مجد حمصي - برهان صهيوني - كاوا حسو - رجا رافع - حمدي المصري - محمد اسطنبلي - جورج مراد - سامر عوض - صلاح شحرور - نهاد الحاج مصطفى - نديم صباغ - خالد عثمان.
و أثار استدعاء عدد من اللاعبين أمثال محمد زينو و علي دياب و حمدي المصري و نهاد الحاج مصطفى و محمد زينو و رجا رافع ، جدلاً واسعاً في صفوف جماهير الكرة السورية ، كون هذه الأسماء انقسمت بين لاعبين انتهت " صلاحيتهم " على حد تعبير البعض ، و لاعبين لم يقدموا في البطولة الآسيوية الماضية ما يشفع لهم بالعودة إلى صفوف المنتخب مجدداً ، إضافة إلى وجود لاعبين يستحقون التواجد بدلاً من لاعبين متواجدين في التشكيلة الحالية.
و كان محروس استبعد كلاً من محمد زينو ومهند إبراهيم وحمزة ايتوني وطه دياب - والأخير جاء قرار استبعاده بسبب معاناته من الإصابة بحسب ما ذكرت رويترز - من التشكيلة النهائية.
و رافقت مسيرة المنتخب الاستعدادية العديد من العقبات المتعلقة بانضمام اللاعبين المحترفين في دوريات أجنبية ، فتأخر الحسين و الخطيب و ملكي أكثر تحت عدد من المسميات و الأعذار ، قبل أن يعتذر الأخير " مؤقتاً " عن الانضمام إلى صفوف المنتخب بسبب تأخر اجراءات انتقاله إلى فريق رودا الهولندي.
كما استبعد محروس اللاعب وائل عيان الذي قدم موسماً مميزاً في الدوري السعودي ، بعد أن تأخر العيان بالرد على اتصالات كادر المنتخب ، و رغم أن العيان عاد و قدم اعتذاره عن التخلف بسبب بعض الظروف إلى أن عودته لصفوف المنتخب لم تبصر النور.
و يعد عبد الفتاح الآغا - إلى جانب العيان - أبرز الغائبين عن صفوف المنتخب ، و سجل الآغا لاعب وادي دجلة المصري 7 أهداف في الموسم الحالي و حل في المرتبة السادسة ضمن سباق الهدافين و بفارق 6 أهداف عن صاحب المركز الأول شيكابالا لاعب الزمالك.
و يظهر اسم النجم السوري المغترب " جورج مراد " كأبرز الأسماء الجديدة في صفوف المنتخب ، و لعب جورج مراد في خط هجوم فريق بورتيمونينسي البرتغالي المشارك في الدوري البرتغالي الممتاز ، و سبق له أن دافع عن ألوان فرق غوتيبيرغ السويدي و بريشيا الايطالي و فيلليم الهولندي و ترومسو النرويجي ، و هو من مواليد 1982.
و بعد تجربته البرتغالية ، سيرتدي مراد ألوان مس كرمان الايراني في الموسم المقبل.
و شأنه شأن بقية أبناء سورية من اللاعبين المحترفين ، فإن الفضل في استقدام مراد يعود إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها عدد من رواد منتدى " كووورة سورية " ، إضافة إلى " موقع اللاعبين السوريين المحترفين " ، و الذين لولاهم لما عرف جهابذة كرتنا الدرويشة بلاعبين أمثال مراد و ملكي الذي كان اللاعب الأبرز في صفوف المنتخب في مشاركته الآسيوية الأخيرة.
و مع بداية المشوار المونديالي تبقى الخيارات الفنية في يد المدير الفني نزار محروس الذي من المفترض أن يتحمل نتائج اختياراته سواء كانت سلبية أو إيجابية ، إلا إذا كان للواسطات و التدخلات التي اعتدنا عليها في تاريخ استحقاقات المنتخب رأي آخر.
ولم يكن اللعب بعيداً عن الأرض و الجمهور المشكلة الوحيدة لمنتخبنا الوطني الذي عانى أيضاً من قلة المباريات التحضيرية و التي اقتصرت على ثلاث مباريات فقط.
و قال محروس لوكالة الأنباء الفرنسية تعليقاً على جاهزية المنتخب قبل مباراة طاجيكستان : " عندما تسلمت مقادير تدريب المنتخب طلبت من الاتحاد السوري توفير 7 مباريات تجريبية مع منتخبات عربية وأجنبية ولم تتوفر لنا سوى 3 مباريات لعبناها خارج أرضنا كما عانيت من غياب اللاعبين المحترفين خارج سوريا عن فترات مهمة في فترة التحضير، وآخرهم هداف المنتخب فراس الخطيب الذي لم يتدرب معنا وستكون مباراة طاجيكستان الحضور الأول له مع منتخب سوريا منذ مشاركته في نهائيات كأس أمم آسيا الأخيرة في الدوحة ".
وعلى الرغم من ذلك، يرى محروس أن المنتخب وصل إلى جاهزية جيدة لخوض المباراة و توقع أن يتوافد الآلاف من الجمهور السوري لمواكبة المنتخب في عمان والتي تبعد عن العاصمة دمشق نحو 200 كم.
وعن توقعاته للمباراة قال محروس " هي مواجهة صعبة نظراً لأهميتها الكبيرة بالنسبة لنا فنحن مطالبون بالفوز وحسم بطاقة التأهل لدور المجموعات من عمان أي الفوز بنتيجة مريحة حتى لا ندخل في دوامة الحسابات في مباراة الإياب التي سنخوضها يوم الخميس المقبل في أرض طاجيكستان ".
و أضاف محروس " يرى البعض أن المباراة سهلة لسوريا مقارنة مع تاريخ المنتخبين و قد يكون هذا الكلام صحيحاً من الناحية النظرية لكن الامر يختلف على أرض الواقع و أنا أرى أن كل المباريات صعبة حتى لو كانت مع منتخبات توصف بالضعيفة وعلينا أن نحترم الفريق المنافس فالكرة أم المفاجآت وسنزج بكل قدراتنا بحثاً عن الفوز الذي لا بديل له بالنسبة إلينا ".
و في الجهة المقابلة فإن المنتخب الطاجيكي يعتبر من المنتخبات المتواضعة آسيوياً ، و سبق لمنتخبنا أن التقى منتخب طاجيكستان مرتين من قبل وكان ذلك في تصفيات مونديال 2006 وفاز منتخبنا في المواجهتين 2-1 و1-0.
و بالعودة إلى النتائج الرسمية الأخيرة للمنتخب الطاجيكي ، فإنه فاز على قيرغيزستان 1-0 ، و على كمبوديا 3-0 ، و تعادل مع جزر المالديف دون أهداف ، و ذلك ضمن تصفيات كأس التحدي الآسيوي.
و يحتل المنتخب الطاجيكي المركز 135 في تصنيف الفيفا للمنتخبات العالمية ، في الوقت الذي يحتل فيه منتخبنا الوطني المركز 109.
و يسعى اتحاد الكرة إلى تأمين طائرة خاصة لنقل بعثة المنتخب إلى طاجيكستان مباشرة بعد انتهاء مباراة الذهاب تفادياً لتحميل اللاعبين مغبة السفر الطويل إلى طاجيكستان ، علماً أن مباراة الإياب ستقام يوم الخميس المقبل.
يذكر أن المباراة تبدأ في تمام الساعة السابعة بتوقيت دمشق ، و سيتم نقلها على الهواء مباشرة على شاشة الفضائية السورية بحسب ما ذكر المنسق الإعلامي للمنتخب في بيان صحفي.