تأهل منتخب مصر للشباب بجدارة إلي دور ال16 لبطولة كأس العالم للشباب لكرة القدم المقامة حاليا في كولومبيا والتي استكمل خلالها شباب الفراعنة نتائجهم المميزة حتى الان بالتعادل مع البرازيل والفوز على بنما واختتام مبارياتهم في المجموعة فجر اليوم بفوز اكتساحي علي النمسا بأربعة أهداف نظيفة ، وأصبح لديهم طموح كبير بالمضي بعيدا .. وفي مكالمة هاتفية مع مجدي عبد الغني النجم الدولي السابق ورئيس بعثة مصر في كولومبيا أمس وقبل مباراة النمس بعدة ساعات حاولنا خلال حوارنا معه وضع النقاط على الحروف بشأن العديد من القضايا التي تخص الفريق وطموحاته وقضية صيام اللاعبين في المباريات وفتوي الافطار والتفكير في المنافس القادم ، وكذلك انشغال عبد الغني بقضية مدرب المنتخب الاول وترشيحه لماتورانا والمعارك الدائرة عبرالمحيط في هذا الشأن وانتقاده المرير لمجلس ادارة الاتحاد بسبب ذلك .. ومع عبد الغني دار هذا الحوار .
كرئيس لبعثة منتخب مصر ، ماذا تري فرص فريقكم بعد أن جمع 4 نقاط من مباراتين واقترب كثيرا جدا من التأهل لدور ال16؟
*بعد تعادلنا مع البرازيل وفوزنا علي بنما ، تنامت طموحات الفريق للمضي في مشوار البطولة إلى أقصي المشوار، فالتعادل مع البرازيل كان بطعم الفوز الذي ضاع منا بالفعل لسوء الحظ ، وفي المباراة الثانية امام بنما كان الفوز إنجازا .
ولكنك أدليت بتصريحات صحفية قلت فيها بعد هذا الفوز، أنه كان صعبا وعسيرا بسبب استرخاء اللاعب المصري ؟
*نعم قلت ذلك لإن هذه الامور طبيعة في اللاعب المصري الذي يتعملق حينما يواجه الفرق الكبري ويلعب بتراخي أمام المنتخبات العادية او المغمورة ، ولكن الحقيقة ان الفريق المصري حقق إنجازا بفوزه الصعب على بنما ، لإن بنما من أقرب الدول جغرافيا مع كولومبيا وكان لهم جمهور كبير يساندهم في الملعب ، وقد لعبوا أمامنا مباراة كبيرة ، ومن المصاعب التي واجهتنا أداء اللاعبين المباراة وهم صائمون مما أثر علي جهدهم وتحملهم وخاصة قبل نهاية المباراة قبل أن يؤذن المغرب ويفطرون ويتناولون الماء وبعض العصائر .
تعرف مخاطر الصيام علي اللاعبين ، فلماذا لم تطلبوا من الفيفا تأخير مباراتكم لما بعد الإفطار ؟
*نعم بلا شك الصوم فريضة إسلامية لا يمكن التهاون فيها، وللصيام نتائج صعبة علي اللاعب خاصة مع بذل الجهد الكبير ، وسبق لي وأنا لاعب محترف بالبرتغال ، أن واجهت مشكلة أثرت علي صحتي في إحدي المباريات وأنا صائم ، ونصحني المدرب بإلافطار ، ولكني رفضت وصممت على إكمال المباراة صائما وكان لذلك تأثير كبير على معنوياتي ، فحصلت علي لقب أفضل لاعب في المباراة .. ولكن صيام اللاعبين ليس قاعدة تسري على الجميع ويمكن لأي لاعب ان يتحملها .. وكنا نفكر في أن نطلب من الفيفا تأخير مبارياتنا لما بعد الإفطار ولكن لحسن حطنا أن مباراتنا الليلة ( فجر الجمعة بتوقيت مكة المكرمة ) امام النمسا ستقام بعد الافطاربساعتين حسب توقيت كولومبيا.
ولو كانت في وقت الصيام مثلما حدث امام بنما، هل كنتم ستطلبون من المنتخب الافطار حسب فتوي شرعية كما حدث مع المنتخب السعودي حسب ما علمنا ؟
*بالفعل كنا سنطلب من لاعبينا الإفطار حسب الفتوي الشرعية التي وصلت للمنتخب السعودي ، والرجاء إذا كان لديك نص هذه الفتوي فالرجا إرسالها لنا.
سأحاول ذلك من خلال اتصالي ببعثة المنتخب السعودي الشقيق.. ولكن ماذا عن تفكيركم في مرحلة دور ال16 ؟
*مرحلة مهمة ، وبالفعل نحن اقتربنا منها ، ونحاول ان نفوز بصدارة مجموعتنا بالفوز على النمسا الليلة ولكنها لديها فريق كبير وهم مميزون في مراحل الناشئين والشباب في القارة الاوروبية، وإذا فزنا عليهم ، وخدمتنا نتيجة بنما مع البرازيل ، فيمكن ان نتصدر المجموعة وفي هذه الحالة سنواجه المنتخب السعودي الشقيق او المنتخب النيجيري ، حسب نتيجة مباراتهما معا في الجولة الاخيرة للمجموعة الرابعة ، وفي حالة حصولنا علي المركز الثاني في مجموعتنا ، وهذا أقرب الاحتمالات ، فإننا سنقترب من مواجهة منافس لاتيني قوي جدا ، قد يكون المنتخب الارجنتيني او المكسيكي.
إذن ماذا تفضلون ؟.. وماذا لو كان عليكم ان تواجهوا المنتخب السعودي؟
*لاشك ان مواجهة فريق مثل الارجنتين ستكون في منتهي الصعوبة علينا ، ولكن ليس لاحد ان يختار منافسه ، أما المنتخب السعودي ، فهو منتخب عربي شقيق أسعدنا بنتائجه المبهرة التي حققها بالفوز على كرواتيا 2/ صفر وبالفوز الساحق علي جواتيمالا 6/ صفر ، وقد فرح لاعبونا وبعثتنا بالكامل لهذه النتائج التي رفعت معنوياتنا وأعطتنا دفعة لاكمال مشوارنا بقوة ، كما أننا نشكر الاخوة السعوديين الذين نقلت لنا أخبارهم ومتابعتهم الاعلامية فرحهم وسعادتهم بنتائجنا وخاصة تعادلنا وعرضنا القوي امام البرازيل ، وكنا نتمني ان لا نصطدم معا في دور ال16 المبكر ، حتي لا يخرج فريق عربي من بين الفريقين اللذين يمثلان الامة العربية ، ولكن على أي حال لو حدث ذلك ، فنتمني أن نقدم معهم مباراة كبيرة تليق بإسم المنتخبين وبإسم الكرة العربية ، وهم بصراحة فريق كبير لديه عناصر موهوبة وأداء جماعي مميز وكذلك لديهم خالد القروني المدرب الوطني الكفء.
ماذا أيضا عن الحالة التي وصل إليها فريقكم وطموحاته في ضوء الترتيب الحالي للمجموعة ؟
*فريقنا مميز بجيل محترم من اللاعبين على مستوي فني عالي وقد اقتربت منهم وشاركت معهم في بعض التدريبات ، وأشعر بتميزهم الفكري وارتفاع مستواهم ، ولدينا بالاضافة لذلك ضياء السيد المدير الفني الوطني المميز، الذي يحسن قيادة الفريق ، وتشعر معه بوجود خطة محكمة وتكتيك واضح وتحركات مدروسة للاعبين وإدارة فنية واعية للمباراة ، ولكن المشكلة في الذهاب لمدي أبعد لا تتوقف على معنوياتك وطموحك ، بقدر ماتتوقف أيضا على الفريق المنافس وعناصره وكيفية مواجهتك له، كما نجحنا في إيقاف خطورة منتخب البرازيل وكدنا نفوز عليه ، وليس شرطا أن يتكرر ذلك لو واجهنا الارجنتين وعموما لكل حادث حديث .
أخيرا تواترت أخبار عن مناوشات بينك وبين أحد أعضاء اتحاد الكرة المصري بسبب مفاوضاتك مع المدرب الكولومبي الكبير ماتورانا وترشيحك له مديرا فنيا لمنتخب مصر فماذا حدث؟
*أعتقد ان هناك سوء فهم في التفاصيل لدي البعض ، والقصة أن مجلس إدارة الاتحاد أخطأ مرتين في التعامل مع موضوع مدرب المنتخب ، فالرأي الاصوب كان التعاقد مع مدرب مصري صاحب كفاءة ووقع اختياري وبعض الزملاء على طلعت يوسف او طارق يحيى، ولكن البعض الآخر كان يقودنا عنوة لاتجاه شوقي غريب الذي كان مدربا عاما مع حسن شحاتة ومع احترامي له ، فقد حصل على فرصته الكاملة مع حسن ولا يصح ان يستمر ، ومن هنا كان الاتجاه الحتمي لمدرب أجنبي.
وقد رسا اختيار الاتحاد المصري في الغالب على المدرب والصربي زوران بيلوفوفتش ، وكان مرشحا معه ماتورانا والمدرب الامريكي برادلي ؟
*لاأفهم استعجالهم في هذا الوقت على المدرب الاجنبي ، وهو في كل الاحوال لن يتمكن من قيادة الفريق في مباراته الاولي في تصفيات المونديال التي ستكون في سبتمبر ، والواقع ان اسم برادلي الامريكي لم يكن مطروحا بجدية وإنما لمجرد الايحاء بوجود عدة اختيارات ، أما الكفاءة فكان اسم ماتورانا وخبراته الكبيرة وسيرته الذاتة الرائعة هي الافضل ، ولكن بعض الزملاء تعجلوا باختيار اسم المدرب الصربي بطريقة ساذجة وأحدهم وهو الزميل حازم الهواري يريد أن ينسب لنفسه الانجاز ، بمكالمة أجراها مع وكيل أعمال المدرب وهو شخص من أصول عربية ، ومن العجيب والساذج ان الهواري أرسل لهذا الوكيل ايميل باللغة العربية يقول فيه "بناء على المكالمة الهاتفية التي تمت مع حازم الهواري ، فإن الاتحاد المصري يدعوك أنت والمدرب للحضور للقاهرة للاتفاق علي التفاصيل والتعاقد ".. ولا أدري لماذا هذا الاستعجال والتسرع والسذاجة ، لدرجة ان الوكيل رد عليهم محتجا علي كتابة اسمه خطأ وطلب منهم أن يكون الايميل باللغة الانجليزية ، وأنا اتحفظ على هذا المدرب لان سيرته الذاتية تخلو تماما من إدارة أي منتخب ، مما يعني انها ستكون التجربة الاولي له مع منتخبات " واحنا وحظنا مع هذا المدرب ".. وبالنسبة لي فقد كان ماتورانا الافضل بخبراته وكفاءته المعروفة.. وبصحبته مدرب واعد ومميز مثل ضياء السيد بخبرته التي اكتسبها من مونديال الشباب ولكن في النهاية القرار ليس لي وقد حاولت دون جدوي !.