مع انطلاق فعاليات الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي لكرة القدم غدا السبت ، تسعى العديد من الأسماء الجديدة التي تعاقدت معها الأندية من داخل ومن ارج إنجلترا إلى ترك بصمتها في المسابقة التي يحلم كل لاعب بالمنافسة فيها.
وكما أصبح معتادا في المواسم القليلة الماضية ، أنفقت الأندية مبالغ طائلة لتدعيم صفوفها سعيا وراء حصد اللقب الغالي ولكن الشيء الوحيد المختلف في سوق الانتقالات هذا الموسم عن المواسم الماضية هو عودة السطوة والهيمنة على هذا السوق مجددا إلى أندية الشمال وبالتحديد في الشمال الغربي.
وقبل نحو عقد نجح أرسنال في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي مرتين في ثلاثة مواسم متتالية ثم تبعه تشيلسي بقيادة المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو وأموال الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش مالك النادي وأحرز اللقب لموسمين متتاليين ليذهب اللقب للفريقين أربع مرات بواقع لقبين لكل منهما في غضون خمسة مواسم بداية من عام 2002 .
وبدا أن أندية العاصمة لندن انتزعت السيطرة والهيمنة من أندية الشمال الغربي.
ولكن مانشستر يونايتد نجح في استعادة اللقب لثلاثة مواسم متتالية في آخر أربعة مواسم بالعقد الأول من القرن الحالي رغم ترشيد الإنفاق في سوق الانتقالات بينما حرصت أندية لندن التي انضم إليها توتنهام في إنفاق مزيد من المال لتدعيم صفوفها.
وبينما لجأ أرسنال ، أحد أندية العاصمة لندن ، إلى ترشيد الإنفاق في سوق الانتقالات بمتوسط نحو عشرة ملايين جنيه استرليني في كل عام ، أنفق تشيلسي 50 مليون استرليني 50 مليون استرليني للتعاقد مع المهاجم الأسباني فيرناندو توريس من نادي ليفربول في كانون ثان/يناير الماضي ليصل إنفاق تشيلسي على تدعيم صفوفه في الموسم الماضي إلى نحو 100 مليون استرليني.
وأنفق توتنهام بداية من عام 2007 حتى نهاية الموسم التالي نحو 66 مليون استرليني على تعاقداته مع لاعبين جدد ثم أنفق 89 مليون استرليني في الموسم التالي و5ر32 مليون استرليني في الموسم الذي يليه وتعرض لخسائر مالية في سوق الانتقالات في كل من هذه المواسم وبلغ إجمالي حجم الخسائر 60 مليون استرليني.
ولكن الأمور تغيرت حيث أنفق توتنهام 7ر12 مليون استرليني في سوق الانتقالات لتدعيم صفوفه في الموسم الماضي كما اكتفى بلاعب واحد فقط هو سوليماني كوليبالي هذا الصيف كما أنفق تشيلسي هذا الصيف عشرة ملايين استرليني لتدعيم صفوفه بلاعبين اثنين فقط.
وعلى النقيض ، أصبحت أندية الشمال الغربي هي الأكثر إنفاقا في سوق الانتقالات هذا الصيف لتعود إليها السطوة على هذا السوق.
وأنفق كل من مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي أكثر من 50 مليون استرليني لتدعيم صفوفه كما أنفق ليفربول نحو 45 مليون استرليني أملا في استعادة بريقه وأمجاده.
وبينما أسرف المالكون الأجانب للأندية الثلاثة في الإنفاق بسوق الانتقالات ، لجأ الملياردير الروسي أبراموفيتش مالك تشيلسي إلى ترشيد الإنفاق بعدما أنفق ببذخ على الانتقالات خلال الثمانية مواسم الماضية.
وفي المقابل ، ظل أرسنال ومديره الفني الفرنسي آرسين فينجر على سياستهما الحذرة في سوق الانتقالات كما يبدو أن أموال توتنهام نفدت.
وكان المهاجم الأرجنتيني سيرخيو أجويرو /23 عاما/ صاحب أكبر الصفقات التي أبرمتها الأندية الإنجليزية هذا الصيف حيث انتقل من أتلتيكو مدريد الأسباني إلى مانشستر سيتي مقابل 38 مليون استرليني ولذلك لا يطيق مسئولو النادي الإنجليزي الصبر على مشاهدته ضمن تشكيلة الفريق.
واعتاد أجويرو ، زوج ابنة أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييجو مارادونا ، على التعامل مع مثل هذه الضغوط ولذلك لن يكون المقابل المادي المرتفع الذي انتقل به لصفوف الفريق الإنجليزي عبئا ثقيلا عليه.
وينتظر أن تشهد الأيام المقبلة عدة صفقات كبيرة أخرى قبل غلق باب الانتقالات بنهاية الشهر الحالي ولكنها قد تكون لصالح أندية الشمال أيضا وليس العاصمة لندن.