قبل ليو ميسي شعار النادي ، بينما بدا على وجه إيكر كاسياس الغضب. واجه ليو ميسي ، الذي بات قادرا على لعب كل الأدوار ، البرازيلي مارسيلو الذي ارتكب خطأ عنيفا معه ، وبعد ذلك كرر المواجهة مع البرتغالي جوزيه مورينيو. تعاون ليو ميسي مع سيسك وأدريانو لإحراز هدفه الشخصي الثاني والثالث لفريقه كي يلتهم في النهاية ريال مدريد.
ميسي ، ومرة أخرى ميسي ، ودائما ميسي. مباراة 17 آب/أغسطس التي امتدت إلى يوم 18 باتت واحدة بين الأهم في تاريخ اللاعب الأرجنتيني ، الذي أحرز هدفين في فوز برشلونة على ريال مدريد 3/2 في إياب كأس السوبر الأسباني الذي منح الفريق الكتالوني لقب البطولة.
بيد أن ميسي لم يكتف بإحراز الأهداف ، وأحدهما هدف الانتصار في الدقيقة 88 ، بل كان هو روح برشلونة الذي وضعه منافسه الأزلي تحت ضغوط غير مسبوقة خلال "عهد مورينيو" على استاد "كامب نو".
وستكون مهارات تمرير تشبه القمر الصناعي - في الهدف الأول لإنييستا - وتفاهم مطلق مع زملائه ، وسرعة ، واستغلال لأنصاف الفرص ، هي أكثر ما سيتذكر من الليالي الدموية على استاد "كامب نو" الذي أصابه الغليان بسبب العنف الذي نشره العديد من لاعبي ريال مدريد ، ولاسيما المتوتر مارسيلو الذي طرد في النهاية.
ولم تكن الواقعة لتمر مرور الكرام ، فالبرازيلي اعتدى على سيسك ، "الابن الروحي" الذي أعطاه جوسيب جوارديولا عشر دقائق خلال عودته إلى بيته القديم بعد سنوات من الغياب كي يتمكن من الاحتفال مع زملائه بأحد الألقاب. وبعد تلك اللعبة كان الفريقان قريبين للغاية من الدخول في عراك بالأيدي ربما ضم جميع اللاعبين.
ونقلت صور اللقاء إحباطا خالصا لكاسياس ومارسيلو ومورينيو وجميع لاعبي ريال مدريد ، الذي بدأ يعرف أنه لن يكون قادرا أيضا في الموسم الحالي على التفوق على غريمه برشلونة الذي لا يمل من تحقيق الانتصارات. ولا يصيبه النعاس حتى لو أجبر على اللعب في الساعة الحادية عشرة ليلا.
وبات التغير الذي لحق في القطبية الكروية الأسبانية واضحا ، لأن برشلونة عادل بلقب أمس ألقاب ريال مدريد ، وأصبح لكل منهما 75 انتصارا. وقبل سبعة أعوام من الآن كان النادي الملكي يتفوق بفارق 12 لقبا كاملة على نظيره الكتالوني.
كانت مباراة الجمعة مختلفة عن الموسم الماضي. حيث دفع جوارديولا ب11 لاعبا بدأوا أيضا مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا في آيار/مايو الماضي على استاد ويمبلي ، بينما قرر مورينيو اللعب بشكل بطولي وبأقصى جهد ، رغم أنه كان خارج أرضه. لذا كانت الإثارة هي القاعدة ، في لقاء كانت المتعة فيه مؤكدة في ظل سخونة مستمرة ورغبة كبيرة من الجانبين في تحقيق الفوز.
ولا يوجد ما يمكن به مواساة كاسياس ، الذي اهتزت شباكه حتى الآن 14 مرة من ميسي. ولم يسبق للاعب أن زار شباكه أكثر من الأرجنتيني ، الذي بدوره يتفائل بحارس الريال ، حيث لم يسبق له أن أحرز أهدافا في غيره بالقدر الذي فعله معه.
كما يكبر كابوس جوزيه مورينيو ، الذي لم يتمكن قط من تحقيق الفوز في "كامب نو". لم يفعل مع تشيلسي الإنجليزي أو مع إنتر ميلان الإيطالي أو مع ريال مدريد. ولم يعد يتبقى من قيادته إنتر نحو الإطاحة ببرشلونة من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2010 رغم الهزيمة بهدف على الاستاد الكتالوني ، سوى مجرد ذكرى.
في المقابل ، لا تتوقف صورة جوسيب جوارديولا عن التحول إلى بطل تاريخي لبرشلونة ، لأنه أضاف لقبه الحادي عشر كمدير فني للفريق بعد 185 مباراة ، نفس الرقم الذي كان يملكه الأسطورة الهولندي يوهان كرويف من 430 مباراة. وبالتأكيد كان الأخير يملك العديد من النجوم ، من ضمنهم جوارديولا نفسه ، لكنه لم يكن يملك ليو ميسي.