سيضر أول إضراب للاعبين منذ نحو ثلاثة عقود بمكانة اسبانيا كبطلة لكأس العالم لكرة القدم وسيهز الثقة في مؤسساتها وقد يؤدي الى خسارة المشجعين.
وفشلت محادثات بين رابطة اللاعبين - التي دعت الأسبوع الماضي لإضراب يشمل أول جولتين من مسابقتي دوري الدرجة الأولى والثانية - ورابطة الدوري الاسباني التي تمثل 42 ناديا متضررا في منع الاضراب.
وكان من المقرر أن يبدأ برشلونة بطل اوروبا وريال مدريد وهما أغنى ناديين في العالم من حيث الإيرادات مسيرتهما في دوري الأضواء غدا الأحد.
وفي قلب الأزمة مطلب رابطة اللاعبين بتوفير اعتمادات عاجلة لتغطية الرواتب التي لم تدفع للاعبين في أندية كانت موضوعة تحت الحراسة المالية.
وتقول رابطة اللاعبين إن نحو 50 مليون يورو (72 مليون دولار) مستحقة لمئتي لاعب منذ نهاية الموسم الماضي وإن 40 مليونا اقترحت رابطة الدوري تقديمها ليست كافية لحل مشكلة متزايدة.
وقال خوسيه ماريا جاي وهو أستاذ محاسبة في جامعة برشلونة متحدثا لرويترز "لدينا أفضل كرة قدم في العالم لكن الأمور تسير بطريقة سيئة جدا. فشلت رابطة الدوري في السيطرة على الموقف مع الأندية."
وأضاف "الفوز بكأس الأمم الاوروبية 2008 وكأس العالم 2010 وفر لاسبانيا قدرا كبيرا من النوايا الحسنة وساعد على فتح الباب بالنسبة لنا. لكن إضرابا بسبب الفشل في دفع رواتب اللاعبين سيضعف الثقة في اسبانيا بشكل عام.
"سيكون هذا الوقت المناسب لاستخدام الموقف لإعادة بناء كرة القدم الاسبانية. لا يمكن أن تستمر بهذه الطريقة. إنهم يحتاجون للنزول من القمة والعودة للأرض."
وأظهرت دراسة أجراها جاي مؤخرا أن أندية دوري الدرجة الأولى وعددها 20 سجلت مجتمعة خسائر تبلغ نحو مئة مليون يورو في العام الذي انتهى في يونيو حزيران 2010.
وبلغ مستوى الدين الإجمالي 3.43 مليار يورو أي أكثر من ضعف الإيرادات التي تبلغ 1.61 مليار.
وتأثرت اسبانيا بشدة بالأزمة المالية العالمية وتعاني من زيادة مستويات البطالة لأكثر من 20 بالمئة. وارتفعت أعداد الأندية المدينة التي لجأت للحماية من الدائنين من خلال السعي لوضعها تحت الحراسة.
وسلكت ستة من أندية دوري الأضواء الاسباني هذا الطريق بالفعل وفي دوري الدرجة الثانية هناك أكثر من نصف أندية المسابقة فعلت الشيء ذاته.
وبوضع ناد تحت الحراسة يمكن للقانون الاسباني تجاوز قواعد المسابقة والتي يمكن أن تؤدي لهبوطه في حالة اخفاقه في الوفاء بالتزامات منها دفع رواتب اللاعبين.
ويقول محللون إن القواعد التي تحيط بهذه العملية استغلت من قبل الأندية كطريقة سهلة للخروج من أزماتها وللبقاء في مسابقة الدوري التي تنافس فيها والسماح لنفسها بالاستمرار في ارتكاب ممارسات غير مسؤولة.
وقال انخيل توريس رئيس نادي خيتافي لصحيفة ماركا الرياضية "إنهم (اللاعبون) لا يملكون أي حياء. لو أنهم يظهرون قدرا كبيرا من التضامن فلماذا لا يساعدون في الدفع. لو أنهم مضربون فلماذا يستمرون في التدريب."
ولا تزال التدريبات مستمرة في عدد كبير من الأندية الكبرى رغم الإضراب الذي دعي له لمدة أربعة أيام.
كما أثار الإضراب انتقادات من رابطة أندية المشجعين الاسبانية والتي تمثل نحو مليون شخص.
وقالت تلك الرابطة إنها طلبت ألا يتم تجاوزها في قرارات تؤثر على كرة القدم الاسبانية.
وأضاف الإضراب إلى متاعب مستمرة منذ وقت طويل مثل قصر المدة الزمنية التي تسبق الإعلان عن بدء المباريات في اسبانيا وهي عادة عشرة أيام والمواعيد الجديدة لبدء مباريات مثل العاشرة مساء والتي تهدف لجذب مشاهدين في اسيا.
وينتظر أن تستمر المحادثات بين رابطة الدوري ورابطة اللاعبين مع وضع أهمية الوقت في الاعتبار.
ولا يمكن للدوري الاستمرار لما بعد الموعد المحدد حاليا وهو 13 مايو ايار بسبب الوقت المطلوب لإعداد المنتخبات الوطنية لنهائيات كأس الأمم الاوروبية 2012 والمقررة في يونيو حزيران المقبل والمواعيد المتوفرة لإعادة ترتيب المباريات تبقى قليلة.