بعد ثلاثة أسابيع تنافس فيها 24 منتخبا من مختلف قارات العالم ، فرض النجم البرازيلي هنريكي والبرتغالي نيلسون أوليفيرا والمكسيكي خورخي إنريكيز أنفسهم كأبرز النجوم في بطولة كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) والتي أقيمت في كولومبيا.
وحسم المنتخب البرازيلي لقب البطولة لصالحه بالتغلب على نظيره البرتغالي 3/2 أمس الأول السبت في المباراة النهائية للبطولة ليكون اللقب الخامس للبرازيل في تاريخ بطولات كأس العالم للشباب.
وبينما أشاد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالمستوى التنظيمي للبطولة ، أبدى المتابعون للبطولة من مختلف الجنسيات إعجابهم الشديد بالعديد من المواهب التي أفرزها مونديال الشباب 2011 في كولومبيا.
وأفرزت البطولة العديد من النجوم القادرين على شق طريقهم بنجاح في السنوات القادمة على خريطة كرة القدم العالمية إذا سارت الأمور بلا مفاجآت.
وسجل البرازيلي هنريكي خمسة أهداف ليقتسم صدارة قائمة هدافي البطولة مع الأسباني ألفارو فاسكيز والفرنسي ألكسندر فاسكيز ، وحظي هنريكي بتأييد كبير من قبل رجال الصحافة المتابعين للبطولة للفوز بجائزة الكرة الذهبية التي تمنح لأفضل لاعب في البطولة.
ولن تكون مهمة هنريكي مهاجم ساو باولو البرازيلي سهلة على الإطلاق في السنوات المقبلة للسير على نهج مواطنيه السابقين بيبيتو وروبرتو كارلوس والنجم الشهير رونالدينيو حيث تألق بيبيتو من قبل في مونديال الشباب 1983 بالمكسيك وروبرتو كارلوس في مونديال الشباب 1991 بالبرتغال ورونالدينيو في مونديال الشباب 1999 بنيجيريا.
وكانت بطولات كأس العالم للشباب هي نقطة الانطلاق لكل من هؤلاء النجوم في السنوات التالية حيث فرض كل منهم نفسه نجما عالميا في سماء اللعبة.
ولم يكن المنتخب البرتغالي مرشحا بقوة للمنافسة على لقب مونديال الشباب في كولومبيا هذا العام ولكن الدفاع الصلد للفريق وحارس مرماه المتألق ميكا ، الفائز بجائزة القفاز الذهبي كأفضل حارس مرمى في البطولة ،لعبوا دورا كبيرا في بلوغ المباراة النهائية والفوز بلقب الوصيف.
وحافظ ميكا على نظافة شباكه على مدار 575 دقيقة في جميع مباريات الفريق منذ بداية البطولة وحتى اهتزت شباكه بعد خمس دقائق فقط من بداية المباراة النهائية أمام البرازيل.
ورغم الإشادة الهائلة التي نالها الدفاع البرتغالي الصلد الذي لم تهتز شباكه إلا في النهائي ، تركزت إشادة الصحافة على المهاجم أوليفيرا واعتبرته الأفضل في المنتخب البرتغالي.
وسجل أوليفيرا أربعة أهداف وقدم عروضا رائعة على مدار مباريات البطولة ليعتبره كثيرون امتدادا طبيعيا لمواطنه كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم سابقا ونجم هجوم ريال مدريد الأسباني حاليا.
وفي المقابل ، لعب إنريكيز نجم جوادالاخارا المكسيكي دورا أساسيا في فوز المنتخب المكسيكي بالمركز الثالث في البطولة.
وإلى جانب الثلاثي ، هنريكي وأوليفيرا وإنريكيز ، شقت العديد من الأسماء طريقها إلى سماء النجومية ومنها البرازيلي أوسكار مهاجم انترناسيونال البرازيلي الذي سجل الأهداف الثلاثة لمنتخب بلاده في المباراة النهائية ليقود الفريق إلى الفوز 3/2 .
كما برز معه في صفوف المنتخب البرازيلي كل من كوتينيو ودودو ودانيلو لتصبح هذه المجموعة مرشحة لدعم صفوف المنتخب البرازيلي الأول الذي يستعد للمنافسة بقوة على لقب بطولة كأس العالم 2014 التي تستضيفها بلاده.
وأصابت خيبة الأمل المنتخب الأسباني الذي خاض البطولة بتوقعات كبيرة كأبرز المرشحين للفوز باللقب ولكنه ودع البطولة من دور الثمانية ولم يترك ذكرى جيدة إلا من خلال أهداف رودريجو وفاسكيز.
بينما لم يظهر سيرخيو كاناليس ، الذي انتقل في وسط البطولة من ريال مدريد إلى بلنسية ، بالشكل المتوقع منه كما عانى من الإصابة لأيام عديدة.
كما لم يقدم المنتخب الأرجنتيني الأداء والنتائج المتوقعة منها كما تعرض نجمه البارز إيريك لوميلا للإصابة ولم يقدم المستوى الراقي المنتظر منه لدى مشاركته بينما أظهرت البطولة نجما بارزا للمستقبل هو حارس المرمى إستيبان أندرادا.
كما تألق في خط وسط الفريق اللاعب كارلوس لوكي الذي لم يكن مرشحا لخوض البطولة مع الفريق أو على الأقل للمشاركة في المباريات.
كما أفرزت البطولة نجما رائعا لأصحاب الأرض وهو جيمس رودريجيز الذي يمكن أن يصبح مع بعض زملائه نواة لبناء منتخب كولومبي رائع في السنوات المقبلة.