من الضرب إلى العض..بل والقبلات أحيانا يحفل سجل الاعتداءات الرياضية في الملاعب بوقائع عديدة، منها المؤلم والمثير ومنها المضحك.. والغريب، وهي على الرغم من اختلاف التفسيرات حولها بين فقد الأعصاب أو استفزاز المنافسين وتشتيت انتباههم، إلا أن المؤكد انها تتنافى تماما مع كافة الأسس التي تقوم عليها الرياضة، وفي مقدمتها الروح الرياضية.
ويعد البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لنادي ريال مدريد الإسباني، هو آخر أبطال هذه الوقائع، وأحد أكثر الرياضيين تورطا فيها، حيث يمتلك مهارات خاصة لانتزاع الأضواء من الجميع، ولو بتقديم نموذج سيئ للرياضي.
وكان آخر فصول "حركات مورينيو المثيرة" في مباراة العودة بين ريال مدريد وبرشلونة في كأس السوبر في 17 أغسطس2011 الجاري في ملعب كامب نو، والتي اعتبرها الكثيرون تعدي لجميع الحدود.
وحدثت الواقعة عندما بدأ لاعبو الفريقين مشادة جماعية بعد إحراز برشلونة هدف الفوز (3-2)، فيما توجه مورينيو إلى تيتو فيلانوفا مساعد مدرب البرسا ووضع إصبعه في إحدى عينيه وكأنه يريد فقأها، فرد الآخر بضرب المدرب البرتغالي على مؤخرة عنقه.
ولم يكتف مورينيو بما فعله، ولكنه رفض الاعتذار، بل وتهكم على فيلانوفا خلال مؤتمر صحفي قائلا "تيتو؟ بيتو؟" "لا أعرف ماذا يدعى".
ويمتلك مورينيو سجلا حافلا بالإشارات والحركات المثيرة، ففي إيطاليا كانت أشهر حركات المدرب البرتغالي هي عقد اليديين وكأنه مكبل بالحديد في إشارة إلى ظلم الحكام بعد طرد الحكم اثنين من لاعبي فريقه السابق إنتر ميلان في مباراته أمام سامبدوريا.
وتذكر تلك الواقعة بالموقف الذي صدر عن حسام حسن، المدير الفني السابق لنادي الزمالك والحالي لنادي الإسماعيلي، بعد دخوله في مشادة مع البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي خلال لقاء القطبين في الموسم الماضي.
وكان الزمالك متقدما 2-1 عندما تجاهل لاعبو الأهلي سقوط اثنين من لاعبيه على الأرض ونفذوا هجمة أنهاها الموريتاني من أصل سنغالي دومينيك دا سيلفا في المرمى لإحراز هدف التعادل، ليترك حسام حسن منطقته الفنية ويذهب لمعاتبة المدرب البرتغالي على افتقاد لاعبيه للروح الرياضية عبر جذبه من ذراعه، لتتحول الأمور إلى معركة بين جميع عناصر الفريقين سيطر عليها الحكم بعد معاناة.
وإذا كانت واقعة اعتداء مورينيو بوضع الإصبع في العين قد أثارت دهشة متابعي الساحرة المستديرة، إلا أن هذا الاسلوب معتاد جدا في ملاعب الرجبي، أحد الألعاب الأكثر التحاما في عالم الرياضة، وقد تسببت في إيقاف ديفيد أتوب لاعب ستاد فرانسيه الفرنسي في 19 يناير 2010 لمدة 70 أسبوعا، بعد أن وضع إصبعه في عين ستيفن فيريس لاعب أولستر رجبي الأيرلندي الشمالي خلال مباريات كأس أوروبا.
والطريف أنه قد تم إيقاف لاعب آخر من نفس الفريق لمدة 23 أسبوعا، لقيامه باعتداء مماثل على فيريس أيضا.
وعودة للساحرة المستديرة، كان لاعب كرة القدم الكولومبي كارلوس فالديراما ضحية لاعتداء غريب في فترة احترافه في نادي بايادوليد الإسباني عام 1991 ، وبالتحديد في مباراة فريقه أمام ريال مدريد الإسباني.
فأثناء تنفيذ ضربة ركنية في المباراة، لامس اللاعب خوسيه ميجيل جونزاليس مارتن ديل كامبو، المعروف بميشيل منطقة حساسة لدى فالديراما مرتين لتشتيت انتباهه، إلا أن كاميرات التليفزيون التقطت الفعلة، وتم نشرها في جميع وسائل الإعلام.
ورفض اللاعب الكولومبي التعليق على الواقعة، وأعرب عن أسفه لهزيمة فريقه وقتها 1-0 ، بينما زعم زملاء ميشيل أن ما قام به اللاعب كان مجرد مزحة.
وإذا كانت هذه الواقعة اعتبرت مزاحا، فلننتقل إذا إلى واحدة من أسوأ ما علق في ذاكرة التاريخ الرياضي، وهي عضة الملاكم الأمريكي مايك تايسون لمنافسه إيفاندر هوليفيلد في 28 يونيو 1997 ، في منافسة على لقب عالمي في لاس فيجاس، لينتزع جزء من أذنه ويلقيها على أرض الحلبة أمام 16 ألف و331 متفرجا.
وخسر تايسون الذي كان يبلغ وقتها 30 عاما اللقب، وتم إيقافه بعدها، ليعود إلى الحلبة في 1999 ، وأكد تايسون خلال تلك الفترة، أن عضته لهوليفيلد كانت مقصودة، وكانت انتقاما من تسبب اللاعب في إصابته بجرح في الحاجب قائلا "رغبتي الوحيدة كانت قتله وتحطيمه".
وعلى الرغم من أن البعض يمكن أن يفسر عضة تايسون على اعتبار ان الملاكمة رياضة عنيفة بطبعها، إلا أن هذا العذر ليس متوفرا لدى اللاعب الأوروجواني لويس سواريز لاعب ليفربول الحالي، بعدما قام بعض اللاعب المغربي عثمان بقال في رقبته خلال مباراة فريقه القديم أياكس أمام أيندهوفن في الدوري الهولندي في نوفمبر/تشرين ثان 2010،.
وإذا كان الضرب والعض من الممارسات المرتبطة فعلا بالعنف، إلا أن البعض يلجأ إلى وسائل مبتكرة عبر أفعال هي في حقيقتها بعيدة كل البعد عن هذا الأمر، وهو ما قام به البريطاني أليكس ريد، الفائز في برنامج "Celebrity big brother" أو "الأخ الأكبر" للمشاهير في بريطانيا عام 2010 .
فقد اتبع ريد طريقة أخرى لتشتيت أو إخافة منافسه جيسون باريت في مباراة الكيك بوكس، الرياضة التي تعتمد على اللكم بالأيدي والأرجل ، في 16 أغسطس 2011 حيث فاجأه أثناء الاستعداد للمواجهة بقبلة في فمه، أدهشت الجميع.
وبالفعل فاز ريد بالمباراة، ويظهر أن القبلة كانت أكثر فاعلية من عضة تايسون، الذي لو كان يعرف ذلك ربما كانت تغيرت حياته ومسيرته في لعبة الملاكمة.