سجل أبطال المنتخب الاردني النشامي فوزا تاريخيا على ضيفه الصيني (2-1) في المباراة التي جمعتهما على ستاد عمان الدولي في الجولة الثانية للتصفيات الاسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014.
وحظيت المباراة بحضور الامير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الاردني ورئيس الوزراء د.معروف البخيت ومحمد عليان نائب رئيس الاتحاد الاردني ونائب رئيس الاتحاد الصيني الى جانب نحو (25) الف متفرج.
وبهذا الفوز التاريخي تصدر الاردن ترتيب المجموعة الاولى برصيد ست نقاط متقدما على العراق والصين بفارق ثلاث نقاط.
وبالعودة الى اجواء المباراة فإن المنتخبين كشفا عن اطماعهما الهجومية باكرا في ظل اندفاعهما القوي نحو المواقع الأمامية، وكان المنتخب الاردني يوجه انذارا شديد اللهجة مع الدقائق الاولى عندما انبرى عبدالله ذيب لتنفيذ ضربة حرة مباشرة دكها شادي ابو هشهش برأسه حسب الاصول لكن الدفاع الصيني أنقذ الموقف بالوقت المناسب.
الهجمات الصينية كانت تفوح عبرها رائحة الخطورة وخصوصا من قبل اللاعبين هاوجو مين وهوان لكن الترسانة الدفاعية التي كان يشكلها بشار بني ياسين برفقة باسم فتحي وانس بني ياسين وشادي ابو هشهش الى جانب صحوة الحارس عامر شفيع كانت تقف لهذه المحاولات بالمرصاد.
افضلية الاستحواذ على الكرة مالت للمنتخب الصيني نظرا لحسن تمركز لاعبيه في منتصف الميدان، وهو ما دفع منتخب النشامى للتراجع بعض الشيء عن اطماعه الهجومية لتوفير المساندة اللازمة للخط الخلفي.
وربما كان الاوجب على عدنان حمد أن يدخل المباراة بتشكيلة مغايرة بعض الشيء عن تلك التي خاضت مباراة الاردن والعراق حيث توقع الخبراء بان يدفع بمهاجمين في المنطقة الامامية وهما احمد هايل ومحمود شلباية لكن حمد خالف التوقعات.
المنتخب الاردني عانى مع مضي الوقت من بطء شديد في انطلاقاته نحو المواقع الهجومية ومحدودية في خياراته الهجومية التي ارتكزت على عكس الكرات من الاطراف فقط دون ظهور اية مبادرات في الاختراق من عمق منطقة الجزاء، كما ان تباعد المسافات بين حسن عبد الفتاح وعامر ذيب وعبدالله ذيب أضعف القدرات الهجومية بصورة لافتة وهو ما سهل مهمة الدفاع الصيني في تأمين الحماية اللازمة لمرماه لتغيب الفرص الحقيقية عن المرميين مع افضلية للمنتخب الصيني من حيث نسبة الاستحواذ على الكرة.
وظهر عدنان حمد مستاء بعض الشيء من اداء منتخب النشامى ليقوم بإصدار تعليماته بضرورة الانطلاق نحو المواقع الهجومية، لتشد الدقائق الخمس الاخيرة سيطرة هجومية واضحة لمنتخب النشامى فتعددت الفرص امام المرمى الصيني وكان عبدالله ذيب يطلق تسديدة قوية لم يكتب لها زيارة الشباك الصينية لينتهي الشوط الاول بدون اهداف.
وكعادته عدنان حمد كان يعلن عن مفاجأة مع بداية الشوط الثاني عندما اصدر تعليماته بضرورة اندفاع المنتخب الاردني بقوة نحو المواقع الهجومية ومن احدى الكرات كان عبدالله ذيب يهيء كرة أمام المندفع من الخلف بهاء عبد الرحمن ليطلقها قوية من خارج منطقة الجزاء سكنت الزاوية اليمنى للشباك الصينية معلنا تقدم الاردن بهدف السبق في الدقيقة (48).
وفي الوقت الذي كان فيه المنتخب الصيني يبحث عن ردة الفعل وتقليص الفارق كان المنتخب الاردني يعالجهم بالهدف الثاني عندما استثمر احمد هايل خطأ دفاعيا ليخطف الكرة ويهيئها لعامر ذيب الذي اسكنها الشباك بدون مضايقة في الدقيقة معلنا الهدف الثاني بالدقيقة (54)، لكن لم تدم فرحة المنتخب الاردني طويلا حتى كان المنتخب الصيني يكشف السواتر الدفاعية ويسجل هدفه الاول بالدقيقة (57) عبر مهاجمه هاو جومن.
تلك المستجدات فرضت على عدنان حمد اجراء تبديلين دفعة واحدة، فزج بحاتم عقل بدلا للمصاب خليل بني عطية ليلعب في مركز الليبرو ليدفع بانس بني ياسين ليلعب كظهير ايمن فيما دفع بورقة عدي الصيفي مكان المصاب عبدالله ذيب لزيادة حيوية الهجمات الاردنية فيما كان حسن عبد الفتاح يتعرض لرقابة لصيقة حدت من مقدار خطورته.
المنتخب الصيني أظهر بعد ذلك خطورة كبيرة على مرمى شفيع وكاد ان يأتي بهدف التعادل لولا يقظة شفيع من جهة وحسن الحظ من جهة عندما مرت احدى الكرات الخطرة بجوار القائم الايسر لشفيع، في الوقت الذي كان فيه مدرب الصيني الاسباني كماتشو يزج بكافة الاوراق لكن دون أن يأتي بالمطلوب والمباراة تدخل في الدقيقة (80).
المنتخب الاردني عمد الى قتل اللعب عبر تدوير الكرات في ارجاء الملعب وبناء عمليات هجومية منسقة ليستهلك الوقت فيما تم الزج بمحمود شلباية مكان احمد هايل ويخرج الاردن بفوز تاريخي منحه الانفراد بصدارة المجموعة الاولى برصيد ست نقاط.