قال الرئيس التنفيذي لنادي يوفنتوس الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى الايطالي لكرة القدم إن الملعب الجديد للنادي قد لا يكون ضمن أكبر استادات العالم لكنه قد يمهد الطريق أمام نهضة جديدة "للسيدة العجوز".
ويسع مدرجات استاد يوفنتوس ارينا - الذي يستضيف مباراته الأولى في دوري الدرجة الأولى الايطالي غدا الاحد عندما يلتقي الفريق مع بارما - 41 ألف مشجع فقط وهو رقم ضئيل مقارنة بملاعب منافسيه ميلانو وانترناسيونالي (80 ألفا) وبرشلونة الاسباني (99 ألفا) ومانشستر يونايتد الانجليزي (76 ألفا) وبايرن ميونيخ الالماني (70 ألفا).
لكن الدو ماتسيا الذي عهد اليه مؤخرا بادارة النادي عقب فضيحة التلاعب في نتائج المباريات في 2006 يعتبر أن الحجم ليس كل شيء بعد أن أصبح يوفنتوس النادي الايطالي الوحيد الذي يملك ملعبا خاصا به.
وقال لرويترز في مقابلة "نؤمن بأنه من الأفضل أن نملك استادا صغيرا بعض الشيء لكنه ممتليء دائما وقريب من الفريق بدلا من الحصول على استاد أكبر تمتليء مدرجاته في مناسبات قليلة فقط."
وترك يوفنتوس - الذي يحظى تقليديا بمساندة المهاجرين الذين يعملون في تورينو في شركة فيات للسيارات وهي شركة لها صلات بالنادي - ملعبه القديم ديلي البي (69 ألف) بسبب افتقاره للأجواء الحماسية لوجود مضمار لألعاب القوى بالاضافة الى مقاعده الخالية في أغلب الوقت.
ومنذ عام 2006 تقاسم يوفنتوس وهو أكثر أندية ايطاليا نجاحا وشعبية داخل البلاد اللعب في الاستاد الاولمبي مع جاره تورينو وتم بناء استاده الجديد - الذي لم يحصل بعد على اسم رغم البحث الطويل عن جهة راعية - في الموقع الذي كان يحتله ديلي البي.
وقال ماتسيا الذي حل محل جان كلود بلان في منصب الرئيس التنفيذي للنادي في مايو ايار بعد أن عين خلفا لميكيلي برجيرو في منصب المدير المالي قبل شهر من ذلك "تسع مدرجات الاستاد الاولمبي 25 ألف مشجع ويوجد به عدد قليل للغاية من المقاعد المميزة."
وأضاف "أرباح الاستاد في الموسم الماضي كانت 11.5 مليون يورو (15.8 مليون دولار) من بينها 9.8 مليون يورو من التذاكر و1.7 مليون يورو من الخدمات الاخرى وهو مبلغ يمثل تقريبا 7.5 بالمئة من الدخل الاجمالي."
وتابع "الاستاد الجديد يوفر شيئا جديدا تماما. من ضمن 41 ألف مقعد يوجد اربعة الاف مقعد مميز. ستكون هناك زوايا رؤية رائعة بسبب عدم وجود مضمار كما أن المشجعين سيكونون قريبين من الملعب (7.5 متر) وهو ما سيصنع أجواء استثنائية."
واستطرد قائلا "منشآت الاستاد ستكون مفتوحة سبعة أيام في الأسبوع وسيكون هناك الكثير أمام المشجعين والعائلات والشركات التي تتطلع الى نشاط تجاري. الفكرة هي زيادة الايرادات وتنوع مصادر الدخل."
وبالاضافة للمتاجر والمطاعم والحانات وأماكن انتظار السيارات وقاعات المؤتمرات سيتم افتتاح متحف ليوفنتوس اوائل عام 2012.
وقال ماتسيا "نتوقع زيادة أرباح الاستاد الى 15 بالمئة من الدخل الاجمالي وهو ما يمثل ضعف المبلغ الحالي مع زيادة الأرباح الى 32 مليون يورو من بينها 20 مليون يورو من التذاكر وستة ملايين من حقوق الاسم" مضيفا أنه يوجد فرصة لزيادة عدد المقاعد المميزة في المواسم المستقبلية.
وأحرز يوفنتوس 27 لقبا في الدوري الايطالي وهو رقم قياسي كما فاز بكأس اوروبا للأندية الأبطال مرتين لكنه واجه صعوبات منذ تورطه في فضيحة تلاعب بالنتائج عام 2006 عندما عوقب بالهبوط للدرجة الثانية وجرد من لقبي الدوري في موسمي 2004-2005 و2005-2006 لتدخله في اختيارات الحكام.
وتراجع يوفنتوس العام الماضي خلف ميلانو (السابع) وانترناسيونالي (التاسع) الى المركز العاشر في القائمة المالية لمؤسسة ديلويت للاستشارات وواجه معاناة أكبر حتى من أندية ايطالية أخرى من الحضور الضعيف للمباريات.
وتمثل أرباح الاستاد ثمانية بالمئة فقط من الدخل الاجمالي وهو ما يقل بكثير عن متوسط 22 بالمئة وفقا لحسابات ديلويت لأكبر خمس بطولات دوري في اوروبا (انجلترا والمانيا واسبانيا وفرنسا وايطاليا).
لكن ماتسيا يثق في أن الاستاد الحديث للنادي سيساعد في دفع النادي الى قائمة الأوائل في دوري الدرجة الأولى الايطالي من حيث الأرباح كما سيجعله قادرا على المنافسة في اوروبا.
وقال ماتسيا البالغ عمره 55 عاما "اليوم يوفنتوس هو النادي الايطالي الوحيد الذي يملك ملعبه."
وأضاف "وبينما من المحتمل أن يسير الاخرون على خطى يوفنتوس الا انني لم أشاهد أي خطط جديدة ومن وجهة النظر هذه فان يوفنتوس يملك أفضلية لاربعة أو خمسة أعوام على الأقل."
وتابع "اجتذبت كرة القدم الدولية استثمارات ضخمة في السنوات الأخيرة سمحت لفرق معينة بالمنافسة خلال وقت قصير. لا يوجد مفاجأة في أن كرة القدم الايطالية تأثرت ورحل نجوم وفشلت في اجتذاب أسماء كبيرة. الاستثمار في اللاعبين الشبان هو الطريقة الوحيدة للتقدم."