سيسيليا كامينوس وخوان إجناسيو بيريرا ـ أقر الأرجنتيني خوليو جروندونا الرجل الثاني داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم بوجود "حالات فساد داخل الفيفا مثل كل القطاعات الأخرى"، معتبرا القطري محمد بن همام "خائنا" لأنه فكر بترشيح نفسه لرئاسة أكبر مؤسسة في عالم كرة القدم متحديا الرئيس الحالي جوزيف بلاتر.
وقال جروندونا الذي يرأس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم منذ 32 عاما خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" "أعتقد أن هناك حالات فساد في جميع القطاعات. لا أحد يتصف بالكمال".
وربما يدهش جروندونا الجميع عندما يصف الفيفا بأنه مؤسسة "اشتراكية"، في الوقت الذي ينظر فيه إلى الاتحاد الدولي للساحرة المستديرة على أنه واحد من أغنى المؤسسات الرياضية في العالم.
وأوضح "إننا نطبق اشتراكية عبر المال، وهي تلك التي تحقق عوائد تمكن الجميع من الخروج بشيء".
وشدد نائب رئيس الفيفا لدى تذكرته بحالات الفساد العديدة التي تم الكشف عنها مؤخرا داخل الاتحاد الدولي على أن الأخير "قد يعد واحدا من أكثر الهيئات نفوذا في العالم، فإذا لم يتم الحديث عنه لجذب الانتباه فعمن سيتم الحديث؟".
في المقابل نفى رئيس الاتحاد الأرجنتيني تماما إمكانية وصول الفساد إلى حد الحصول على رشاوي لدى اختيار الدول المنظمة لكأس العالم.
وقال جروندونا "شكوك؟ تلك الشكوك تأتي من الدول الخاسرة"، رافضا في المقابل زيادة حق التصويت على الملفات الفائزة ليشمل جميع الدول الأعضاء في الجمعية العمومية للفيفا، وهو أحد وعود بلاتر في حملته للفوز بفترة جديدة لرئاسة الاتحاد الدولي خلال الانتخابات التي تجرى في الأول من حزيران/يونيو المقبل.
وأبرز "لكل قارة الحق في التصويت، والقارات الست عليها دفعنا لأن نقرر، نحن ال24 عضوا" باللجنة التنفيذية، مضيفا "علينا أن نفعل مثل أمريكا الجنوبية التي قررت البرازيل فكانت البرازيل" لتنظيم مونديال 2014 .
وأبرز جروندونا أنه "على المستوى الرياضي لا يوجد أي فساد".
وصرح نائب رئيس الفيفا من مكتبه في بوينس آيرس "كيف ستقول ل11 لاعبا أن يفعلوا هذا أو ذاك؟ من الأسهل أن تجد حالات فساد رياضي عندما نتحدث عن أفراد منه عندما نتحدث عن فرق".
في ذلك المكتب، تظهر العبارة التي يعتبرها شعارا له في الحياة "كل شيء يمر" مطبوعة بحروف ذهبية، كما أنها مكتوبة على خاتم يزين إصبعه، لكنه رغم ذلك لا يطبقه في أحد الموضوعات التي تشغل باله: ترشح بن همام لرئاسة الفيفا. الموقف الذي اعتبره خيانة لبلاتر، الذي ساعد قطر بلد الأول على الفوز بشرف استضافة مونديال 2022 .
وقارن بقوله "ربما كنت أنا المخطئ فقد واتتني الفرصة قبل أعوام لترشيح نفسي وإزاحة رئيس الاتحاد لأن نواب الرئيس لم يكونوا راغبين في استمراره، وأنا وقد كنت واحدا من أولئك النواب قلت له إنني لا أقوم بتلك الأمور لأنني اعتبرها خيانة".
وأضاف أن الخيانة "هي أكثر ما يؤلمني في الحياة، من يدري ربما من كثرة من عانيت منها على يد أشخاص آخرين"، مؤكدا أنه سيبقى في منصب نائب رئيس الفيفا "طالما ظلت قدماي محتملة".
وسخر جروندونا من إمكانية فوز بن همام برئاسة الفيفا "ربما يغير شكل الكرة، ربما يجعلها مربعة الشكل وليست دائرية".
وأكد "أعتقد أننا في الفيفا من بقينا بعد "الرئيس السابق البرازيلي جواو" هافيلانج علينا فقط الحفاظ على ما تحقق. لا يمكن عمل المزيد. بالنسبة لي هافيلانج كان أفضل صورة للمسئول".
وتابع "كنت متأثرا لأنه طيلة الفترة التي ترأس فيها الفيفا لم تتوج البرازيل بطلة للمونديال. وذلك ليس له سعر"، علما بأن راقصي السامبا قد توجوا بمونديال الولايات المتحدة عام 1994، قبل أربع سنوات من رحيل هافيلانج عن رئاسة الاتحاد الدولي.
وأعلن بلاتر أنه لن يعود في 2015 إلى البحث عن ولاية جديدة، فهل يكون خليفته حينها الفرنسي ميشيل بلاتيني أو الألماني فرانز بيكنباور؟
وقال جروندونا "بيكنباور لم يظهر أية بادرة على الرغبة في العمل داخل الفيفا. بلاتيني يشغل منصبا شبيها بما أنه رئيس اليويفا "الاتحاد الأوروبي لكرة القدم". بل إنني سأقول لك إنه بين رئاسة اليويفا أو الفيفا، الأصعب أن تكون رئيسا للاتحاد الأوروبي".
ويعرف الرجل نفسه بأنه "شاعر كرة القدم"، مثنيا على النساء.
ويقول "المرأة هي التي ستنقذ العالم. أنا تحديدا أؤمن بالمرأة أكثر مما أؤمن بالرجل".