يُقال دومًا أن اللعب في الدوري الإيطالي يتطلب من اللاعب قدرات أخرى بخلاف موهبته الفنية...هناك الشخصية والالتزام والتركيز ورد الفعل السريع والتفاعل مع الأحداث والأجواء بالشكل المناسب والأهم التعامل الإيجابي مع الضغوطات القوية سواء إعلاميًا أو جماهيريًا.
ولذا دومًا ما يُتوقع الفشل أو النجاح ليس الكامل لأي لاعب في موسمه الأول في السيريا آ.لدينا اليوم مجموعة من اللاعبين شذوا عن تلك القاعدة -إن صح التعبير- وكانوا نجومًا بارزين في موسمهم الأول في السيريا آ مما عاد على أنديتهم بالكثير من الإيجابية والفائدة...دعونا نستعرضهم:
5- كيفن برينس بواتينج
رغم تألق النجم الغاني في مونديال 2010 إلا أن تعاقد الميلان معه قوبل بدهشة غريبة من الكثيرين نظرًا لكونه لم يخض مسيرة مميزة مع الأندية ولكن إصرار إدارة الفيا توراتي على جلبه كان كبيرًا وقد تمت الصفقة بمساعدة فريق جنوى الذي اشترى اللاعب ومن ثم باع نصف بطاقته لميلان قبل أن يشتري الأخير النصف الثاني قبل أسابيع وهو ما يكفي للرد على المُشككين.
بواتينج منح وسط ميلان ما يحتاجه تمامًا من لاعب ديناميكي جمع بين القوة والسرعة واللياقة البدنية والحركة دون كلل أو ملل بجانب الجرينتا الرهيبة والتركيز المميز، بدأ المسيرة في خط الوسط ولم يُجد كثيرًا خاصة في الجانب الدفاعي لكنه مجرد ما بدأ يلعب في مركز صانع الألعاب انفجرت قدراته الكبيرة سواء الهجومية أو الدفاعية "المخففة" ولذا كان من عوامل نجاح الروسونيري وتتويجه بالاسكوديتو الـ18.
بواتينج صاحب الـ24 عام لعب 26 مباراة هذا الموسم وقد غاب عن العديد بسبب الإصابة خاصة بعدما غامر به المدرب أليجري أمام توتنهام في دوري الأبطال، وقد أحرز 3 أهداف وصنع هدفين وأضاف الكثير من المرونة التكتيكية للوسط الميلاني.لزيارة صفحة اللاعب والتعرف على أرقامه لهذا الموسم.
4- يوزيب إليشيتش
ارتبط اسمه بعدد من الأندية الإيطالية خلال الصيف الماضي ولكن القدر جعل فريقه السابق "ماريبور" يلعب مع باليرمو في تصفيات الدوري الأوروبي وهنا صدر قرار التعاقد معه وزميله آرمين باسينوفيتش من الرئيس ماوريتسيو زامباريني وكانت حقًا ضربة ثنائية موفقة للغاية.
إليشيتش ظهر في إيطاليا للمرة الأولى خلال مباراة باليرمو أمام بريشيا ولكنه لم يلعب أكثر من 10 دقائق كانت كافية لجعله الأساسي بداية من المباراة التالية أمام إنتر والتي أحرز خلالها هدف فريقه الوحيد...من هنا كانت الانطلاقة والتي استمرت لتحصد 34 مباراة و8 أهداف و8 تمريرات حاسمة بجانب أداء أكثر من رائع سواء في مركز لاعب الوسط المهاجم أو المهاجم المتحرك أحيانًا أو صانع الألعاب أحيانًا أخرى وهذا ما جعله مطلوبًا في عديد الأندية أبرزها إنتر الذي بحسب التقارير أبدى استعداده دفع الـ20 مليون يورو لفسخ عقده مع الفريق الصقلي.
إليشيتش يمتلك الكثير من القدرات الرائعة أبرزها الانطلاق بالكرة والتسديد واقتحام منطقة الجزاء وإجادة اللمسة الأخيرة والمرونة التكتيكية بجانب المساهمة في الواجب الدفاعي...حقًا هو لاعب حُلم في المنطقة الهجومية من وسط الملعب وقد فاجأ الجميع بما قدمه في عامه الأول على الملاعب الإيطالية.
3- مهدي بن عطية
المدافع الدولي المغربي جاء مجهولًا للغاية من دوري الدرجة الثانية الفرنسي وقد اندهش الكثير من إقدام أودينيزي على تلك الصفقة خاصة مع تذبذب نتائج العرب في البطولة الإيطالية، لكن ما قدمه بن عطية طوال الموسم كان الرد الأفضل على جميع من شكك به.
بن عطية بدأ مسيرته مع البيانكونيري أمام الإنتر في الجولة الثانية وقد أجاد الأداء مما جعله يلعب 34 مباراة في الموسم ما بين قلب دفاع ومدافع ثالث وظهير أيمن وقد تألق في جميع تلك المراكز وظهر بمستوى جعل ميلان يضعه -بحسب التقارير- الخيار الأول لدعم الدفاع صيف 2012 وبعد اعتزال أليساندرو نيستا وكذلك جعل النجم الفرنسي سمير نصري يطلب من آرسين فينجر دعم دفاع الآرسنال بالتعاقد معه.
صاحب الـ24 عام دعم فريقه هجوميًا كذلك بإحراز 3 أهداف حاسمة ومهمة خاصة هدفي الفوز في مرمى تشيزينا وباليرمو بجانب هدف في الفوز برباعية كاملة على كالياري، وقد أثبت من جديد العين الخبيرة لإدارة أودينيزي واستثمارها الممتاز في اللاعبين حيث تم التعاقد مع بن عطية مجانًا بعد نهاية عقده مع كليرمونت الفرنسي.
2- هيرنانيس
ألح ليوناردو كثيرًا على إدارة ميلان بالتعاقد مع نجم ساوباولو البرازيلي ولكن الإدارة لم تتحرك أبدًا في هذا الاتجاه سوى بعروض متواضعة وصفها الرئيس البرازيلي بالتي تصلح لشراء أقفاصًا من الموز.
لهذا كان انتقاله لفريق العاصمة الإيطالية وهنا لاشك ندم ميلان على تركه وتحسرت الجماهير الروسونيرية على ضياعه.
هيرنانيس انتقل للاتسيو مقابل 13 مليون يورو تقريبًا وقد أكد خلال الموسم استحقاقه لكل يورو دُفع به بما قدمه من أداء مذهل للغاية وما أحرزه من أهداف حاسمة ساعدت لاتسيو على المنافسة على لقب الاسكوديتو حتى نصف الموسم تقريبًا قبل أن يقتصر الإنجاز على التأهل للدوري الأوروبي بعدما كان دوري الأبطال قريبًا للغاية.
البرازيلي صاحب الـ26 عام فرض سيطرته على المنطقة الهجومية للاتسيو وقادها بالكثير من الحنكة والرؤية الفنية خاصة بالتمريرات المتقنة لزملائه والتسديدات المزعجة للمنافسين بجانب التحركات التكتيكية داخل وخارج منطقة الجزاء، وقد توج تلك المسيرة بلعب 36 مباراة وإحراز 11 هدف وصناعة 6 أهداف.
1- مارك فان بوميل
قال فان جال أنه لم يعد يصلح للتواجد في بايرن ميونيخ، وقالوا أن الميلان جامل وكيل أعماله مينو رايولا بالتعاقد معه، وقالوا أنه عجوز جديد صاحب 34 عام انضم لدار العجزة في الميلانيلو.
هذا ما كان قبل انتقاله مجانًا للروسونيري لكن ما بعد كان مُختلفًا للغاية.فان بوميل وصل الميلان في يناير الماضي فقط ولكنه رغم هذا ترك بصمته الواضحة على أداء الفريق وإنجاز الاسكوديتو الـ18 وتمكن من تعويض غياب أندريا بيرلو عن الوسط بل كان السبب في رحيله عن صفوف الفريق وعدم تجديد عقده نظرًا للأداء الدفاعي القوي الذي قدمه وساعد به زملاءه على التحرك ودعم الهجوم بما خلق فريقًا تكتيكيًا رائعًا للمدرب ماسيميليانو أليجري.
النجم صاحب الـ14 مباراة والتمريرة الحاسمة الوحيدة بدأ مسيرته بقوة من المباراة الأولى وكأنه يلعب في الدوري الإيطالي منذ سنوات، خبرته وشخصيته القيادية وقدراته الفنية وعقليته الناضجة ساعدته كثيرًا وأكدت أن البعض قادرًا على المفاجأة بالمستوى المذهل من اللحظات الأولى وأن ما يُقال عن التأقلم والاندماج أحيانًا مجرد نظريات يُعلق عليها الفشل.