قبل بداية فعاليات بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) الثالثة والأربعين المقامة حاليا في الأرجنتين ، اتجهت معظم الترشيحات نحو منتخبات الأرجنتين والبرازيل وأوروجواي للفوز بصدارة المجموعات الثلاث في الدور الأول للبطولة والتأهل إلى دور الثمانية للبطولة دون مشاكل حقيقية.
ولكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن. وبدلا من حجز صدارة المجموعات الثلاث عن جدارة نظرا لفارق الخبرة والإماكنيات والتاريخ ، تخوض المنتخبات الثلاثة الجولة الأخيرة من مباريات دور المجموعات على مدار الأيام الثلاثة المقبلة وسط احتمالات كبيرة بالسقوط والخروج المبكر من البطولة.
وأصبحت النقطة الخامسة هي طوق النجاة لكل من المنتخبات الثلاثة بعدما توقف رصيد كل منها من أول مباراتين له في البطولة عند نقطتين فقط وأصبح بحاجة ماسة إلى الفوز والوصول للنقطة الخامسة من أجل التأهل لدور الثمانية وتجنب السقوط المبكر.
وكما اتفقت المنتخبات الثلاثة في الترشيحات القوية التي رافقتها في الطريق إلى البطولة ، أصبح مصيرها مهددا بنفس الدرجة قبل خوضها فعاليات الجولة الأخيرة من مباريات الدور الأول.
وعلى مدار الشهور الماضية ، عاشت جماهير التانجو الأرجنتينية الحلم بأن فريقها قادر على تعويض إخفاق الخروج المبكر من بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا عندما مني الفريق بهزيمة ثقيلة صفر/4 أمام نظيره الألماني في دور الثمانية للبطولة.
وانتظرت جماهير التانجو من فريقها استغلال إقامة البطولة على أرضه ليستعيد اللقب القاري الغائب عن الفريق منذ 18 عاما.
وتوقع الجميع أن ينجح نجوم الفريق المحترفون في أوروبا بقيادة ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الأسباني والفائز بلقب أفضل لاعب في العالم في العامين الماضيين في قيادة الفريق إلى الفوز باللقب القاري ولكن المباراتين أمام بوليفيا وكولومبيا أثارا الشكوك حول هذه الآمال وأصبح الهدف الحالي للفريق هو العبور لدور الثمانية خوفا من التعرض لكبوة حقيقية والخروج المبكر من البطولة.
وأصبح أمل الفريق في العبور لدور الثمانية معلقا على الفوز في مباراة الغد أمام نظيره الكوستاريكي ليرفع رصيده إلى خمس نقاط بينما سيكون بحاجة إلى معجزة للتأهل في حالة تعادله وارتفاع رصيده إلى ثلاث نقاط فقط حيث سينتظر نتائج المجموعتين الأخريين لتحديد مصيره من التأهل كأحد أفضل فريقين يحتلان المركز الثالث في المجموعات الثلاث.
ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للمنتخب البرازيلي في المجموعة الثانية التي بدأ مسيرته فيها بالتعادل السلبي مع فنزويلا ثم التعادل 2/2 بشق الأنفس مع باراجواي.
ويحتل المنتخب البرازيلي المركز الثاني في المجموعة مناصفة مع باراجواي برصيد نقطتين لكل منهما قبل لقاء البرازيل مع الإكوادور صاحبة المركز الأخير برصيد نقطة واحدة ولقاء باراجواي مع فنزويلا المتصدرة برصيد أربع نقاط.
ويتعين على المنتخب البرازيلي ، الفائز بلقب كوبا أمريكا في البطولتين الماتضيتين ، بقيادة هجومه متعدد القوى أن يحقق الفوز على الإكوادور لبلوغ النقطة الخامسة أيضا التي تضمن له التأهل لدور الثمانية.
ويحتاج الفريق من أجل ذلك إلى مزيد من التركيز لدى خط هجومه الذي يضم كلا من نيمار وجانسو نجمي سانتوس البرازيلي وروبينيو وألكسندر باتو نجمي ميلان الإيطالي وكذلك اللاعبين فريد وجيدسون وإيلانو وغيرهم من نجوم الفريق إضافة إلى التركيز والصلابة في الدفاع الذي كاد يكلف الفريق غاليا في لقاء باراجواي.
أما منتخب أوروجواي فلم يقدم حتى الآن العروض المتوقعة من الفريق الفائز بالمركز الرابع في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا وسقط في فخ التعادل 1/1 مع كل من بيرو وتشيلي ليتوقف رصيده عند نقطتين أيضا في المركز الثالث بالمجموعة الثالثة وبفارق نقطتين خلف كل من تشيلي وبيرو.
ولذلك يحتاج الفريق بقيادة نجومه البارزين مثل دييجو فورلان ، أفضل لاعب في مونديال 2010 ، ولويس سواريز في تحقيق الفوز على المنتخب المكسيكي متذيل المجموعة بلا رصيد ليرفع منتخب الأزرق السماوي رصيده إلى خمس نقاط ويضمن التأهل إلى دور الثمانية بينما ستكون أي نتيجة أخرى بمثابة الوداع للفريق