لا خلاف على أن أوروجواي هي فريق الموضة في بطولة كوبا أمريكا التي تستضيفها الأرجنتين حاليا، سواء في الملاعب أو في الشوارع.
إسبانيا كسبت قلوب جماهيرها والعالم بأسره في مونديال جنوب أفريقيا للتقارب القائم بين لاعبيها. الجماهير تلاحظ على الفور إذا ما كان هناك تقارب بين اللاعبين، فوقتها يكون الفريق منتخبا وطنيا بحق.
وعلى نفس هذا الخط يسير منتخب أوروجواي في كوبا أمريكا. لاعبوه أذكياء، دائما ما تكشف وجوههم عن ابتسامة. دائما ما ينتبهون للتوقيع على بعض الأوتوجرافات لدى مغادرتهم الفندق، فلا يبقى من يشعر بالحنق تجاههم. بنظام واحترافية، تعد أوروجواي النموذج الذي يحتذى به من جانب بقية منتخبات البطولة.
ويمثل الإعلام أحد الأدوات الأكثر أهمية، وأوروجواي تعد نموذجا في هذا الشأن أيضا، بلاعبين جذابين للصحفيين، حيث يتحدثون بود ويروون حكايات طريفة. وفرناندو موسليرا هو حارس الفريق، الذي رحل عن لاتسيو الإيطالي من أجل الانتقال إلى جلطة سراي التركي.
وموسليرا شخص مبتهج. هو الحارس الأفضل حتى الآن في كوبا أمريكا. وفي ردهات الفندق وبعد المباريات هو الأكثر سخاء مع الجميع. يعتبر الحارس الكولومبي المعتزل أوسكار كوردوبا مثله الأعلى. لكن هناك مثل آخر لا يزال في الملاعب يضعه في مرتبة فوق الجميع: إيكر كاسياس.
يقول موسليرا إن كاسياس هو الأفضل، ويروي بحزن أنه رحل دون الحصول على قميصه بعد مباراة جمعت ريال مدريد بلاتسيو، لكنه يعد بألا يرحل إذا ما التقيا في مرة مقبلة دون ذكرى من العملاق الإسباني.
ومن موسليرا إلى قائد الفريق دييجو لوجانو لا تختلف الأمور كثيرا. فمدافع فنربخشة التركي يعد "قيصرا" حقيقيا. في الملعب هو من يبعث على الاحترام، فهو الخبير الذي خرج بجروح من آلاف المعارك، لكنه لا يزال يركض على قدمين.
ويقول لوجانو إنه من أجل تخليد هذه اللحظة الرائعة التي تمر بها كرة القدم في بلاده، لابد من "تتويج".
لكن التتويج الفردي لا ينقص نجوما آخرين، مثل دييجو فورلان، اللاعب الأفضل في مونديال جنوب أفريقيا، والرجل المهذب مع جميع المشجعين.
وفورلان هو ذلك الشخص الذي ينتبه إلى كل لفظة يتفوه بها في لقاءاته العامة ومؤتمراته الصحفية، واللاعب الذي يبحث عنه زملاؤه طيلة الوقت على العشب الأخضر.
والنزهة في صفوف منتخب أوروجواي، تعني حوارا لا يقدر بثمن مع المخضرم "المجنون" سباستيان أبريو.
فأبريو، القادر على تسديد ركلة ترجيح على طريقة "بانينكا" بهدوء أعصاب قاتل في وقت تحترق فيه أعصاب الملايين حول العالم، يبدو أشبه بمؤرخ للساحرة المستديرة.
ويتحدث المؤرخ بشكل رائع عن زميل لعب إلى جواره خلال الموسم الذي قضاه مع دورادوس سينالوا المكسيكي: بيب جوارديولا. فيما يظهر مواهبه المتعددة بتصوير كل ما يحدث في البطولة بكاميرته خاصة من أجل إعداد فيلم وثائقي لهدف إنساني بحث "أود أن تشاركنا الجماهير في كل ما نقوم به هنا".
يصنع منتخب أوروجواي ما يشبه جمعية تعاونية، تضم عناصر تصرخ مطالبة بمكانة لها في الكرة العالمية. وبداية من المدير الفني والداعم الأكبر لهذه الخطة أوسكار واشنطن تاباريز إلى لويس سواريز المهاجم الشقي الذي يحرز الأهداف، يبدو أن أوروجواي قبل يوم من نهائي كوبا أمريكا قد أحرزت لقبا بالفعل: منتخب الشعب.